مطر في حي الاثوريين!

مطر  في حي الاثوريين!

امير الداغستاني

2022-05-18T15:02:12+00:00

هطل المطر مع بداية فصل الخريف، وابتلت شوارع حي الاثوريين "الدورة" لتختلط بعبق ذكريات الزمن الجميل، وتفيض مشاعرنا شوقاً للقاء الأحبة الذين لازلنا نتذكرهم بمرارة وألم.

- لن تتكرر جلسات السمر مع الجيران قرب أبواب المنازل الخارجية والتي كانت تبدأ من العصر حتى الليل، جلسات على كراسي أو دكاتٍ صُبت بالاسمنت امتزجت بعطور ورد الجوري والرازقي واوراق النارنج التي كانت تملأ شارعنا من البداية وحتى النهاية.

- لا انسى ذكرياتي مع الطفلة الجميلة "ميس الريم"، ذات الجدائل السوداء، كنت أحرص على رؤيتها والتحدث معها يومياً سعياً للفت انتباهها ببراءة وسذاجة الأطفال، كانت تلعب كل عصر مع صديقاتها لعبة "التوكي" أمام باب المنزل وتستمتع بوقتها رغم بساطة الحال.

- كل صباح نسوة الحي يتبضعن من صاحب البقالة "القوش" الذي كان دكانهُ واسع وكبير يقع في الجانب الآخر الملاصق لمنطقة الاثوريين.

- كان والدي وصديقه حبيب يقضيان بعض الوقت عند صديقهما الحلاق المرح "سامي" صاحب الشارب المفتول، واحياناً عند الحلاق اندريوس الرجل الوسيم الهادئ المختص بحلاقة اولاد الحي.

- كنا نحرص على شراء الصمون الحار من فرن "أنيس" كل صباح ووقت الغروب، كنت اعشق رائحة خبزه اللذيذ.

- هناك في ركنٍ منزوٍ من الحي مقهى الاثوريين كانت تنبعث من بابه الخشبي وشبابيكه أيام البرد القارس دخان السجائر، ورائحة القهوة وأصوات أقداح الشاي والدومينو التي كانت تطربني كما تطربني اغاني المطرب الاشوري "سركون كبريل" اذ كانت الاصوات كلها تمتزج مع صوت مطر الشتاء وطعم الشاي وذكريات طالما حاولت نسيانها لكنها ابت ان تفارقني الى يومي هذا.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon