الزعامات العراقية متوتّرة والشارع منفلت

الزعامات العراقية متوتّرة والشارع منفلت

عدنان ابو زيد

2022-07-03T18:04:01+00:00

تخطّط الأحزاب والقوى المتنفذة لخطاب شعبوي، يلامس الشارع المتذمّر، وقد رصدتُ أنها تسعى إلى جذب الشباب، واستحضار التعبئة العمومية بالأنصار المؤدلجين.

وهذه العملية ليست من أجل الفوز بالساحات، حسب، بل هي تعويض لغياب الزعماء عن الشارع، شيعة وسنة وعربا وكردا، إذ أرصدُ اختفاءهم عن الجولات الميدانية.

ينطبق ذلك حتى على السيد مقتدى الصدر، الذي كان يحرص على الحضور الميداني الذي انكمش كثيرا.

بشكل عام، تتجه زعامات العراق المتعددة إلى الابتعاد عن الأسلوب المترفع في الخطاب، والمعالجات التنظيرية، كالتي عُرف بها إبراهيم الجعفري، ساعية إلى سلوك شعبوي يحقق من جديد سبل الرواج والمقبولية المتآكلة.

لنعترف أن النخبة "الحاكمة" أو "المتنفذة، باتكيتها السياسي، ومفردات قواميسها، لم تعد تبهر الناس، حتى وهي تتحدث عن إعادة إنتاج ملفات مكافحة الفساد، والإصلاح، وحتى في الاستثمار في المشاعر القومية والطائفية.

أصبحت العلاقة بين الطبقات المسحوقة والغاضبة، والنخب، تقوم على الكراهية. وفي ظل ديمقراطية منفلتة، فإن التعبير عن ذلك يتم بالسب والشتم والإشاعات في الشارع والإعلام والتواصل الاجتماعي.

يا للأسف، تكاد البلاد تخلو من الزعامات الكاريزمية التي تستطيع تحشيد الشارع المزدحم بالشعبوي والشعبي، وانتهى الأمر إلى فقدان الثقة بين الأطراف، بل أن السياسي العراقي أصبح منزوع الثقة في نفسه بسبب الإخفاقات، وشعوره بالانسلاخ عن الشارع.

أقول: الزعامات العراقية متوترة، والشارع منفلت.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon