ذوي البشرة السمراء.. حان الوقت للعراق لإنهاء التمييز بحقهم

ذوي البشرة السمراء.. حان الوقت للعراق لإنهاء التمييز بحقهم
2021-11-19T14:12:15+00:00

شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "ذا ناشيونال" أن بامكان العراق، ان اراد ذلك، إنهاء التمييز الذي يتعرض له مواطنوه من أصحاب البشرة السمراء، برغم أن هذا التمييز يمثل مشكلة متجذرة في المجتمعات العراقية. 

وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان المعاناة التي تعيشها اقلية السود في العراق مستمرة منذ عقود طويلة، وهي نتيجة تمييز اجتماعي وايديولوجي وعشائري ظل سائدا في العالم العربي منذ زمن طويل، مشيرة إلى أن هناك مليوني عراقي اسود البشرة، وعاش أجدادهم في البلد منذ قرون، وكان يتحتم معالجة طريقة التعامل معهم في المجتمع منذ مدة طويلة. 

معاناة منذ الطفولة

ولفت التقرير إلى أن هذه المعاناة تبدأ منذ الطفولة، إذ تشير التقديرات إلى أن 10 % من الأطفال الذين يتخلون عن متابعة دراستهم في العراق، يفعلون ذلك بسبب التنمر، لكن الوضع بالنسبة للأطفال ذوي البشرة السمراء أكثر حدة بشكل خاص، مضيفا أن "العديد من مديري التعليم لا يدركون خطورة الوضع" بالنسبة إلى مجتمع العراقيين من ذوي البشرة السمراء. 

واشار التقرير الى حادثة تتعلق بحقوق العراقيين السُمْر في مدينة البصرة حيث تم تصنيف طالبة سمراء في مرتبة ادنى من طالبة غير سمراء برغم انها حصلت على درجات دراسية أعلى، وكان يتحتم التدخل من منظمة حقوقية غير حكومية من أجل تصحيح الوضع وضمان حصول الطالبة السوداء على اعتراف من مدرستها بحقها. 

وتابع التقرير أن التمييز يستمر حتى مراحل سن الرشد حيث يعيق العرق احتمالات الزواج المختلط لكل من الرجال والنساء، فيما أنه بالنسبة لهؤلاء الذين يتزاوجون، فإن العنصرية داخل الأسرة هي من الأسباب المتكررة للانفصال.

واضاف ان التمييز يستمر أيضا في مرحلة البلوغ، حيث يواجه العراقيون السود مشكلة حصولهم على فرص عمل أقل، وهو ما يعني تمتعهم بفرص اقتصادية أقل.

إقصاء وتهميش

وبعد إشارته إلى ان العديد من الشعوب والجماعات حول العالم تعرضت للعبودية في مراحل مختلفة من التاريخ، الا ان التقرير اوضح انه فيما يتعلق بالعالم العربي، "لا يتم إيلاء اهتمام كاف لحقيقة أن ذوي البشرة السمراء ما زالوا يعانون من تأثير التمييز والإقصاء والتهميش". 

واعتبر التقرير أنه من المفارقة ان تكون الدول الاوروبية التي كان لديها تاريخ أقل تقبلا للسكان من ذوي البشرة السمراء، تمكنت من التوصل الى اجماع أكثر تحضرا حول مخاطر العنصرية والتمييز، مقارنة بعض الدول في العالم العربي. 

وذكّر التقرير بإعلان الامم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان والذي يؤكد على أن جميع الناس يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق، ويفرض على جميع الدول العمل على الحد من مشكلة التمييز العنصري. 

وفي هذا الاطار، اشار التقرير الى ان العراق اتخذ خطوات رسمية للتمسك بهذه المبادئ، وأنه في العام 1970، صادق على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، والتي تتضمن أحكاما تؤكد على حقوق معيشية وبكرامة للأقليات العرقية.

الا ان التقرير لفت إلى أن تنفيذ العراق تلك الاحكام مسالة اخرى، موضحا ان البلد يواجه تحديات ليس فقط فيما يتعلق بتجمع ذوي البشرة السمراء، وانما ايضا فيما يتعلق بالغجر، مذكرا بأنه وفق تقرير من العام 2018 لمكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الانسان، فان منظمات المجتمع المدني قرعت ناقوس الخطر ازاء انتهاكات حقوق العراقيين من الغجر وذوي البشرة السمراء، بما في ذلك منع الغجر من تولي المناصب الحكومية لأنهم محرومون من الجنسية، واستبعاد ذوي البشرة السمراء من نظام المحاصصة الذي يضمن لهم، على غرار الاقليات الاخرى، الحصول على تمثيل منصف في مؤسسات مثل البرلمان.

برامج تلفزيونية تنتهك الكرامة 

وخلص التقرير الى القول ان القوانين والمعاهدات لا يمكنها وحدها تغيير الوضع، وأنه يجب على المؤسسات الاعلامية العراقية بذل المزيد من الجهود لتسليط الضوء على محنة مجتمع ذوي البشرة السمراء، منتقدا في الوقت نفسه حقيقة أن عددا من القنوات التلفزيونية العراقية تواصل عرض ما يسمى بالكوميديا ​​التي تستخدم في خطابها افتراءات عرقية تنتهك كرامة ابناء الاقليات.

كما أن أمام المؤسسات الدينية أدوار يجب عليها القيام به بحسب التقرير مذكرا بموقف النبي محمد من المساواة بين الابيض والاسود. وتابع التقرير أن العديد من الزعماء الدينيين في العراق بامكانهم ان يكونوا أكثر جرأة في تعزيز هذه المبادئ. واضاف ان للمدارس ايضا دورها في تعليم الأطفال العراقيين منذ الصغر اننا جميعا متساوون، وأن التمييز شيء يجب أن نحاربه جميعا.

مفتاح التغيير

وبينت صحيفة "ذا ناشيونال" أن "مفتاح التغيير" يكمن في تغيير الحوار الوطني بمجمله، مضيفا أن الاعتراف بالمظالم اللاحقة بذوي البشرة السمراء العراقيين "يخلق عراقا أفضل ويحقق وحدة وطنية حقيقية". ولفت التقرير إلى أنه "اذا لم يتمكن العراق من معالجة التمييز بمفرده، فهناك دور مهم بالنسبة باقي المنطقة، والعالم بأسره، حيث يمكن للمجتمع الدولي والمنظمات الانسانية ان تكون قدوة يحتذى بها، وتعزيز الرسالة القائلة بأن كرامة الإنسان هي مبدأ عالمي". 

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon