"آخر ما يتمناه أحد".. انفجار الصراع مجدداً في سنجار

"آخر ما يتمناه أحد".. انفجار الصراع مجدداً في سنجار
2022-06-01T17:11:26+00:00

شفق نيوز/ دعا مركز "مجموعة الازمات الدولية" الذي يتخذ من لندن مقراً له، حكومتي بغداد واربيل الى العمل من اجل تطبيق اتفاقية سنجار الموقعة العام 2020، من اجل اعادة النهوض بالمنطقة الاستراتيجية، محذراً أن ابقاء الوضع على ما هو عليه يثير المخاوف من تصاعد العنف مجدداً، بما في ذلك الصراع بين تركيا وايران، ويمنع عودة النازحين.

وبداية ذكر التقرير الذي نشر باللغة الانكليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، بالاتفاقية الموقعة في اكتوبر/ تشرين الاول العام 2020، بين بغداد واربيل من اجل تحقيق الاستقرار في منطقة سنجار من خلال هيكلية ادارية وامنية جديدة تسمح للنازحين بالعودة، مشيرا الى ان الاتفاقية نفذت جزئيا فقط.

وبعدما اشار التقرير الى ان تركيا تصعد من قصفها على حزب العمال الكوردستاني والمتحالفين معه في المنطقة، حذر من ان سنجار مع مرور الوقت ومن دون ترتيب عملي لادارتها وتأمينها، فأن العناصر المشجعة لعودة نازحي سنجار المقيمين في مخيمات بائسة الى ديارهم، تتضاءل، في حين ان تصاعد العنف يهدد بادخال المنطقة في المزيد من الصراع على بين تركيا وايران.

وفي الملخص التنفيذي للتقرير المطول، اوضح انه بعد نحو 7 اعوام على قيام تحالف غير مستقر بين القوى المسلحة والجماعات المحلية الكوردية مدعوما من القوات الجوية الامريكية، باخراج تنظيم داعش من سنجار، الا ان الوضع ما زال مشحونا حيث يتمركز عدد كبير من الجماعات المسلحة المتنافسة وهوما يبقي المنطقة غير آمنة، ويبقي على تشرد 70 % من سكانها، مشيرا الى ان الاغلبية الايزيدية التي استهدفت بالابادة من جانب داعش، ما زالت مشتتة في جميع انحاء مناطق شمال غرب العراق وفي المنافي في الخارج، وهي ايضا منقسمة سياسيا.

وبعدما اشار التقرير الى انه قبل وصول داعش في العام 2014، كان هناك نزاع بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان حول سنجار برغم وجود الية في الدستور العراقي لحل قضية المناطق المتنازع عليها، ذكر بان حزب العمال الكوردستاني دخل سنجار، بدعم من القوات الامريكية، بعد اقتحام مسلحي داعش المنطقة، وذلك بهدف انقاذ الناجين من الابادة، واجبار داعش على التراجع تدريجيا عن المنطقة. ثم ارسلت واشنطن سلاحها الجوي في اواخر العام 2015، لمساعدة مجموعات من المقاتلين الكورد بما في ذلك البيشمركة ووحدات مقاومة سنجار، لطرد داعش بشكل كامل.

واضاف انه خلال العامين اللاحقين، بقيت سنجار تحت سيطرة الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي هيمن على الشمال الشرقي وكذلك مدينة سنجار، وحزب العمال الكوردستاني الذي كان يتمركز في جبل سنجار ومنطقة الشمال الغربي، مشيرا الى ان الوضع تبدل تماما مرة اخرى في العام 2017، بسبب الحملة المتصاعدة ضد داعش، والمدعومة من الولايات المتحدة، حيث عادت القوات الاتحادية الى الشمال، وانضمت اليها مجموعات تابعة للحشد الشعبي حيث جرت استعادة الموصل، ثم توجه الحشد شمالا بعد استفتاء الاستقلال الكوردي، وفرضوا سيطرتهم على سنجار بالتعاون مع مكونات مرتبطة بحزب العمال الكوردستاني.

وتابع التقرير انه بسبب الجماعات المسلحة المتواجدة فيها، فان سنجار تجد نفسها، بشكل متزايد في قلب المنافسة بين تركيا وايران، اذ بينما تدعم إيران الحشد الشعبي، فان تركيا تحاول القضاء على حزب العمال الكوردستاني الذي تعتبره بمثابة تهديد لامنها القومي.

ولفت التقرير الى ان انسحاب الحزب الديمقراطي الكوردستاني من سنجار في العام 2017، جعل تركيا تخسر حليفا لها على الارض، ولهذا بدأت بتصعيد هجماتها الجوية التي كانت تستهدف مخابئ حزب العمال، واصبحت تطال ايضا وحدات مقاومة سنجار التي تعتبر أنقرة انها مرتطبة قياديا بحزب العمال الكوردستاني، مشيرا الى ان هذه الهجمات اصبحت تعكس بيئة امنية مضطربة حيث وجد الحشد الشعبي وحزب العمال الكوردستاني الى جانب أتباعه، "أرضية مشتركة"، اذ بينما يسعى الحشد الى اقامة موطئ قدم اكثر رسوخا له في الشمال، ويعتبر اي وجود عسكري تركي هناك بمثابة احتلال، فان حزب العمال الكوردستاني يراهن من خلال سنجار، على ايجاد ملاذ آمن له في شمال العراق.

واشار التقرير الى ان الامم متحدة سعت من اجل وضع سنجار "على مسار أفضل"، حيث كان وسيطا في اتفاق اكتوبر/تشرين الاول العام 2020 بين بغداد واربيل، وذلك بهدف "سد الفراغ امنيا واداريا في ما بعد داعش، وذلك عبر الجمع بين الحكومتين الاتحادية والكوردية بادارة مشتركة لسنجار".

الا ان التقرير اكد ان هناك اجزاء فقط من الاتفاقية يجري تطبيقها، لأنها لم تراعي وجهات نظر الجهات المسيطرة على الارض، بما في ذلك وحدات مقاومة سنجار و"الادارة الذاتية لسنجار" وفصائل الحشد الشعبي التي ترى ان الاتفاقية محورة ضدها من اجل نقل الصلاحيات الامنية من الحشد الى القوات النظامية التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية.

ولهذا، تعتبر "مجموعة الازمات الدولية" ان هناك "حاجة ملحة من اجل الاسراع في تنفيذ كامل للاتفاقية" في ضوء ما جرى خلال شهر ايار/مايو الماضي مع اندلاع اشتباكات بين الجيش والمسلحين في وحدات مقاومة سنجار، مشيرا الى ان هذه الاشتباكات تكشف عن تحد لم تجري معالجته، يتمثل بمصير وحدات مقاومة سنجار الذي برغم ارتباطه بحزب العمال الكوردستاني، الا انه يتألف من سنجاريين لديهم مصادر قلق محلية مشروعة كعراقيين.

وبالتالي، يؤكد التقرير ان "هذا الملف يستحق معالجة حساسة، وليس الى لجوء الجيش لاستخدام المطرقة كلما لاحظ مسمارا ملتويا".

وفي هذا الاطار، دعا التقرير الى "معالجة التأخير الخطير في وضع اتفاقية سنجار موضع التطبيق، والى عمل بغداد واربيل معا من اجل تحقيق قبول اكبر للصفقة من جانب مجموعة واسعة من اللاعبين المحليين الفاعلين والمسلحين وممثلي المجتمع".

وفيما يتعلق بالجانب المدني، دعا التقرير الحكومة الى تعيين رئيس بلدية بالانابة في المرحلة الحالية، والتباحث عن كثب مع كل من سلطات اربيل وقادة مجتمع سنجار للاتفاق على شخصية ايزيدية من سنجار تكون مناسبة وليست منحازة سياسيا.

اما على الجانب الامني، فقد دعا التقرير الحكومة الاتحادية الى "الابتعاد عن نهجها الحربي والتواصل مباشرة مع وحدات مقاومة سنجار حول تحديات مثل تشكيل قوة شرطة محلية والسعي إلى دمج مقاتليها (واعضاء المجموعات المسلحة الاخرى) في قوات تابعة للدولة، مشيرا الى انه بامكان بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) المساعدة في انجاح هذه الخطوات من خلال ارسال مراقبين مدنيين دوليين ومستشارين تقنيين للاشراف على العملية.

ومما تضمنته الخلاصات، يقول التقرير ان الاحداث الجارية من خارج سنجار "حولتها من منطقة منعزلة الى جائزة استراتيجية قيمة"، مضيفا ان اتفاقية سنجار للعام 2020، كان من الممكن ان توفر وسيلة لتخفيف التوترات وتحقيق الاستقرار فيها، وبدء جهود إعادة الإعمار، وتشجع السكان النازحين على العودة واعادة احياء المنطقة، الا ان استبعاد الجهات الرئيسية على الارض، حول الاتفاق الى حبر على ورق، خاصة فيما يتعلق بالحوكمة والامن".

كما خلص الى القول، بان "العلاج هو ان تحترم بغداد واربيل الصفقة التي اتفقتا عليها"، موضحا ان تطبيق الاتفاق يمثل "مهمة صعبة، الا ان ترك الوضع في سنجار على ما هو عليه، وتراجع قوة الدولة، سيؤدي الى اندلاع صراع على النفوذ بين تركيا وايران ووكلائهما وحلفائهما، وهو ما سيتسبب بمزيد من العنف والنزوح".

وختم "مجموعة الازمات الدولية" تقريره بالقول انه "بعد كل ما مر به سكان سنجار خلال العقد الماضي، فمن المؤكد ان هذا المستقبل هو آخر ما يتمناه اي شخص".

 

 

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon