شفق نيوز / تمكن فريق أمني متعدد الجنسيات من القبض على مهرب بشر إريتري في السودان، بعد ترؤسه عصابة من أخطر عصابات الاتجار بالبشر كانت تتخذ من ليبيا مقراً لها، فيما كشف الضحايا عن عمليات تعذيب "رهيبة" يقوم بها مع افراد عصابته أبرزها إقامة مباريات للرهائن ومنح الفائزين نساء للاغتصاب واطلاق النار على من يضيع الأهداف.
وحسب ما نشره موقع (Middle East Eye) البريطاني، فإن عملية اعتقال "كيداني زكارياس هابتمريام" (38 عاماً) جاء في أول يوم من السنة الجديدة بعمليةٍ شاركت فيها قوات شرطة متعددة الجنسيات وقادتها وزارة الداخلية الإماراتية.
وكان كيداني قد هرب في فبراير/شباط 2021 من محكمة في إثيوبيا، بعد أن أمضى عاماً خلف القضبان، ثم حُكم عليه في يونيو/حزيران الماضي بالسجن مدى الحياة بتهمة تجويع المهاجرين وتعذيبهم حتى الموت.
وقال العميد سعيد عبد الله السويدي، مدير الإدارة العامة الاتحادية لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية الإماراتية، إنه "بفضل احترافية ضباط الشرطة لدينا وتفانيهم، لن يتمكن المطلوب الأول في العالم بتهريب البشر من الاستمرار في ارتكاب أفعاله الدنيئة"، وقد "تمكنا من تحييد الشبكة الإجرامية لكيداني".
وفي بيان أرسلته "منظمة الشرطة الجنائية الدولية" (الإنتربول) إلى موقع Middle East Eye البريطاني، قالت المنظمة إن الشرطة الإماراتية تمكنت من اكتشاف مكان وجود كيداني، بعد تحقيقات مكثفة لعمليات غسل الأموال التي تُجريها شبكته. وقال ستيفن كافانا، المدير التنفيذي لخدمات الشرطة في الإنتربول، إن العملية "شهادة على كفاءة شبكة الإنتربول، وما يمكن إنجازه إذا تعاونت البلدان في العمل معاً".
فيما لاحقت السلطات على جانبي البحر المتوسط كيداني طيلة سنوات، لكنه استغل الفوضى التي عصفت بليبيا بعد الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011 ليصبح أبرز زعماء العصابات المتنافسة للاتجار بالبشر في شمال إفريقيا.
أنشأت هولندا و"وكالة تطبيق القانون الأوروبية" (اليوروبول) في أكتوبر/تشرين الأول 2021 فريقَ عمل لتعقب موقع كيداني، وقد وصفت السلطات الهولندية شبكته الإجرامية بأنها من بين "أشد شبكات تهريب البشر قسوة"، فقد استغلت المهاجرين الفارين من الصراع والفقر والاضطهاد إلى الشواطئ الأوروبية، باستدراجهم من إثيوبيا وإريتريا والسودان والصومال إلى قاعدته في مدينة بني وليد، الواقعة على بعد 180 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس.
وتسلمت السلطات الإماراتية كيداني بعد اعتقاله، ومن المفترض أن يُحاكم بتهمة غسل الأموال. وقال الرائد حمد خاطر، مدير إدارة العمليات الدولية بوزارة الداخلية الإماراتية، لموقع MEE: "نعتزم أولاً محاكمته في الإمارات بتهمة غسل الأموال، ولدينا 10 أشخاص محتجزين في الإمارات على صلة بالقضية. وعندما يستكمل القضاء عمله ويُصدر حكماً نهائياً، يمكننا المضي قدماً في توجيه اتهامات بأماكن أخرى [خارج الإمارات]".
أدلى ناجون من قبضة كيداني بشهادات مروعة عن التجويع والقتل والتعذيب الذي تعرضوا له في مستودعات الاحتجاز التابعة لعصابته، والتي كان يُحتجز فيها مئات الرهائن في وقت واحد. وقالوا إن عائلات الرهائن كانت يضطرون إلى بيع منازلهم وممتلكاتهم للوفاء بمبالغ الفدية التي كانت تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات، لإنقاذ حياة أحبائهم.
وقال الإثيوبي فؤاد بدرو، وهو أحد الرهائن السابقين، لموقع MEE في عام 2021، إن كيداني "وحش.. وحش حقيقي"، "فقد رأيت لديه شتى أنواع الفظائع. كيداني وعصابته مولعون بسفك الدماء. والقتل أهون شيء عليهم". وزعم شهود عيان أن العصابة كانت تنظم مباريات كرة قدم بين الرهائن وتمنح الفرق الفائزة نساء من بينهم للاغتصاب، وتطلق النار على اللاعبين الذين أضاعوا فرص تسجيل الأهداف. وتحدث آخرون عن التعذيب بسكب البلاستيك المذاب على أجسادهم.