شفق نيوز/ كافحت السيدة العراقية ميسم ضياء داود كثيرا من اجل الاستمرار في متابعة شغفها الانساني برعاية الحيوانات السائبة في العراق، لدرجة انها واجهت مخاطر التحريض ضدها من جانب امام مسجد مجاور لمنزلها، ومنع ابنها من دخول الجامع للصلاة، وتبلغت من الشرطة انها يمكن ان تتعرض للسجن اذا واصلت نشاطها هذا.
جاء ذلك في تقرير لصحيفة "ذي ناشيونال" بالانجليزية، ترجمته وكالة شفق نيوز، تحدثت فيه ميسم داود عن معاناتها والتي قادتها الى التخلي عن منزلها عدة مرات الى ان استدانت الاموال من اجل اقامة ملجأ للحيوانات في منطقة الغزالية غربي بغداد.
ولفتت الصحيفة في تقريرها الى ان مأوى الحيوانات الذي يضم 75 قطة و14 كلبا، يكافح بصعوبة من اجل الحصول على المساندة في بلد تنتشر فيه القسوة، مضيفة انه فيما تفتح دواد مزلاج الباب المعدني يقفز كلب "الراعي الالماني" ذو الارجل الثلاثة فرحا للترحيب بها.
ونقل التقرير عن ميسم داود (41 سنة) قولها موضحة سبب اهتمامها بالحيوانات في بلد تتنشر فيه القسوة، انه "لا يمكنها التخلي عن هذه المخلوقات. هذه مسألة خارجة عن ارادتي، فهناك أمر قوي بداخلي يدفعني للعناية بهم".
إبادة بأوامر حكومية
واشار التقرير الى ان الكلاب الشاردة تمثل مشكلة في العراق، حيث تستخدم السلطات البنادق او السموم في حملات للقضاء على الكلاب لمنع انتشار الامراض والهجمات على الناس.
وكان شغف داود بالحيوانات قد بدأ عندما كانت في الخامسة من عمرها حيث كان لديها قطتان، وبدأت القيام بخطوات من اجل مساعدة الحيوانات الشاردة بعدما شاهدت سوء المعاملة الذي تتعرض له، وفي العام 2012، بدأت تنقذ الحيوانات المعرضة للخطر من شوارع بغداد، وحولت الطابق الثاني في منزلها السابق في حي الاعظمية الى ملجا للعناية بـ15 قطة وكلبين.
وكانت داود كلما رات كلابا وقططا تحتاج الى المساعدة، كانت تمسك بها وتأخذها لمنحها رعاية طبية في عيادة بيطرية، لكن ردود الفعل من المجتمع لم تكن ايجابية حيث يعتقد العديد من المحافظين ان القطط والكلاب تجلب النجاسة للعائلات التي تعيش معها.
تهديدات بدوافع دينية
واشار التقرير الى ان احد رجال الدين في مسجد مقابل لمنزلها، انتقدها خلال خطبه محرضا المواطنين ضدها. وقالت داود انه "كان يشير اليّ بشكل غير مباشر في جميع خطبه ويصفني بأنني المرأة التي تقلد الاجانب الذين يربون الكلاب والقطط.. وظل يخبرني انه بدلا من مساعدة هذه الحيوانات، علي الاعتناء بانسان يتيم".
ولفت التقرير الى انه في احد الايام، اشتكى احد الجيران من عدم قبول صلاته لوجود الكلاب والقطط في المنزل المجاور له، ما ان ابنها جرى منعه من دخول المسجد للصلاة ، وواجهت شكوى في مركز الشرطة تتهمها بنشر الامراض في الحي، فيما قال لها ضابط شرطة انها يمكن ان تتعرض للسجن.
ونقل التقرير عن داود قولها ان "الوضع كان لا يطاق، وبلغت مرحلة الاكتئاب وكلما قرع الجرس كنت اشعر بالرعب".
نزوح داخلي
ولفت التقرير الى ان داود تحت وطأة الضغوط، اضطرت الى مغادرة الاعظمية، وتنقلت ثلاث مرات، وكانت في كل مرة تواجه نفس المشاكل، قبل ان تستقر في منطقة الغزالية غربي بغداد.
وتابع ان داود استدانت 12 مليون دينار عراقي (حوالي 8200 دولار) لاستئجار قطعة ارض صغيرة لانشاء الملجأ، مضيفا ان داود تعيش مع ابنها الوحيد في غرفتين مبنيتين بالواح عازلة.
وقالت داود انها تركز اهتمامها على الحيوانات التي تحتاج الى المساعدة، مشيرة الى ان بضعهم مصاب بالشلل ومكفوف ومعوق او يعاني من مشاكل صحية مزمنة في الرئتين او الكبد، او مشاكل نفسية بسبب سوء المعاملة التي تعرضوا لها.
ويضم الملجأ 75 قطة و14 كلبا يستهلكون شهريا 300 كيلوغراما من بقايا الدجاج تشتريها داود من المطاعم، بالاضافة الى 105 كيلوغرامات من الطعام المجفف.
ومن اجل قدرتها على تأمين النفقات، فان داود تدير "فندقا" للحيوانات، وتتلقى 5 الاف دينار مقابلة رعاية القطة، وللكلاب ضعف هذا الرقم، اما الحيوانات التي تحتاج الى رعاية صحية، فكلفة ايوائها اعلى.
والان، تشير داود الى انها تسمع عن شائعات بان جيرانها الجدد يشتكون منها ويستعدون لطردها، لكنها تقول ان "علاقتي بهذه الحيوانات مثل الام والابن. لا يمكننا التخلي عن بعضنا البعض، فقد تركت كل شيء من اجلهم".