شفق نيوز/ فيما تتصدر صور الفيضانات والحرائق عناوين الصحف في كل أنحاء العالم، أصدر خبراء المناخ في الأمم المتحدة توقعاتهم الجديدة التي طال انتظارها، الاثنين، أي قبل ثلاثة أشهر من مؤتمر الأطراف المناخي السادس والعشرين (كوب 26) الحيوي.
وقال خبراء المناخ الأمميين، في تقريرهم الذي يعد الأول من نوعه منذ سبع سنوات، إن بعض عواقب الاحترار المناخي، بما فيها ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحر ستبقى "غير قابلة للعكس لقرون أو آلاف السنين".
وقد وافق 195 بلدا عضوا في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة، الجمعة الماضية، على هذا التقييم الشامل الذي تم التفاوض بشأن "ملخصه الذي سيقدم لصناع القرار".
ويأتى هذا التقرير بعد أسبوعين من الاجتماعات المغلقة والافتراضية.
وبصرف النظر عن معدل انبعاثات الغازات الدفيئة في المستقبل، فإن مستوى المحيطات سيستمر في الارتفاع "لقرون بل لآلاف السنين"، خصوصا في ظل تسارع وتيرة ذوبان القمم الجليدية، وفقا للتقرير الذي يقدر أن يرتفع مستوى سطح البحر إلى متر بحلول العام 2100.
وتوقع التقرير الأممي أن يصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، قرب عام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات الذي وضعت قبل ثلاث سنوات، وفقا للتقرير.
وسيستمر الارتفاع في درجات الحرارة بعد ذلك في تجاوز هذه العتبة -وهي أحد البنود الرئيسية لاتفاق باريس- بحلول عام 2050، حتى لو تمكن العالم من الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة.
وحمّل التقرير الأممي البشرية مسؤولية ظاهرة الاحتباس الحراري، موضحا أن النشاطات البشرية تسببت في ارتفاع درجة الحرارة 1,1 درجة تقريبا منذ القرن الـ19.
وقالت فاليري ماسون ديلموت، الرئيسة المشاركة لمجموعة الخبراء: "من الواضح منذ عقود أن نظام مناخ الأرض يتغير ودور التأثير البشري في النظام المناخي لا جدال فيه".
وتعقيبا على ذلك قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن التقرير يفترض أن يشكل نهاية الوقود الأحفوري الذي "يدمر الكوكب".
وأضاف، في بيان، أن التقرير "إنذار أحمر للبشرية. أجراس الإنذار تصم الآذان: انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الوقود الأحفوري وإزالة الغابات تخنق كوكبنا".
وكان قد تسبب الطقس المتطرف المرتبط بتغير المناخ في إحداث فوضى في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة، بعدما أدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات في مناطق شمال أوروبا، واشتعلت حرائق الغابات في جنوب أوروبا.
في مدينة ياكوتسك شمالي روسيا، التي منحتها درجات الحرارة المتجمدة في الشتاء لقب أبرد مدينة مأهولة بالسكان على وجه الأرض، طلب من السكان البقاء في منازلهم بينما يتحدى المتطوعون ورجال إطفاء الحرائق درجات حرارة تتجاوز 100 درجة فهرنهايت، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وفي إيطاليا، تشير التقديرات إلى أن عدد الحرائق قد تضاعف ثلاث مرات هذا العام مقارنة بالمعدل الصيفي السنوي. وفي اليونان، أدت الحرائق إلى عمليات إخلاء حول الموقع الأثري للموطن الأصلي للأولمبياد.
وفي تركيا، تسببت درجات الحرارة الحارقة، التي من المقرر أن ترتفع 8 درجات مئوية فوق المعايير الموسمية في بعض المناطق، باندلاع موجة من الحرائق في عشرات المحافظات، أسفرت عن إحراق 100 ألف هكتار من الأراضي وتشريد آلاف الأشخاص.
كما أدت موجة الحر، الأسبوع الماضي، في جزيرة غرينلاند الواقعة بالقطب الشمالي إلى أكبر حدث ذوبان في المنطقة حتى الآن في موسم 2021، حيث قدر الباحثون أن ما يكفي من الجليد تسرب إلى المحيط لتغطية فلوريدا كلها بمقدار بوصتين من الماء.