شفق نيوز/ رغم التقارير التي تفيد بأن روسيا أصبحت اقتصاد حرب، وأنها خصصت 8% من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري، إلا أنها لا تستطيع تعويض خسائرها من الدبابات والمشاة المدرعة والمدفعية، وفقاً لموقع Oryx.

ولم يتحقق التقدم الروسي في وخاصة في منطقة دونباس إلا بتكلفة هائلة، وبشكل ضعيف من الناحية الاستراتيجية، بحسب الموقع.

وتشير معظم التقديرات الاستخباراتية إلى أن  فقدت، بعد العامين الأولين من الحرب، حوالي 3000 دبابة، و5000 مركبة مدرعة أخرى.

ويقدر موقع "Oryx"، وهو موقع استخباراتي هولندي مفتوح المصدر، عدد الدبابات الروسية المفقودة والتي لديه أدلة فوتوغرافية أو فيديوية عنها بـ 3.235، لكنه يشير إلى أن العدد الحقيقي "أعلى بكثير".

كما قال ألكسندر جولتس، المحلل في مركز دراسات أوروبا الشرقية في ستوكهولم، إن فلاديمير بوتين يُرجع الفضل إلى ترسانات الأسلحة الضخمة التي تم تجميعها خلال الحرب الباردة.

ويقول إن القادة السوفييت كانوا يعلمون أن المعدات العسكرية الغربية كانت أكثر تقدمًا بكثير من معداتهم، لذلك اختاروا الإنتاج الضخم، وتصنيع الآلاف من المركبات المدرعة في وقت السلم من أجل الحرب.

وعندما تفاخر وزير الدفاع آنذاك سيرجي شويجو، في ديسمبر/كانون الأول 2023، بأنه تم تسليم 1530 دبابة على مدار العام، فشل في القول إن ما يقرب من 85% منها لم تكن دبابات جديدة بل دبابات قديمة يعود تاريخها إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وقدّر بافيل لوزين، خبير القدرات العسكرية الروسية في مركز تحليل السياسات الأوروبية، أن روسيا تستطيع بناء 30 دبابة جديدة فقط سنويا. وعندما استولى الأوكرانيون على دبابة T-90m جديدة في العام الماضي، اكتشفوا أن مدفعها تم تصنيعه في عام 1992.

ويرى لوزين أن قدرة روسيا على بناء دبابات أو مركبات مشاة قتالية جديدة، أو حتى تجديد القديمة، تعوقها صعوبة الحصول على المكونات من أوروبا؛ إذ إن بيعها محظور الآن بسبب العقوبات. 

علاوة على ذلك، يُعد مصدر القلق الرئيسي الآخر هو إنتاج ذخائر المدفعية. وبمساعدة كوريا الشمالية، يبدو أن روسيا تمتلك حوالي 3 ملايين قذيفة هذا العام، وهو ما يكفي للتفوق على عدد الأوكرانيين بخمسة مرات على الأقل.

لكن العيب في هذا المعدل المرتفع لإطلاق النار هو تآكل المدافع؛ إذ يجب استبدال براميل مدافع الهاوتزر بعد بضعة أشهر. كما لا يوجد سوى مصنعين يمتلكان آلات الحدادة الدوارة المتطورة النمساوية الصنع، تم استيراد آخرها في عام 2017، اللازمة لصنع البراميل.

بينما المشكلة الناشئة الأكبر تتلخص في مشكلة الدبابات ومركبات المشاة القتالية، التي تظل تشكل أهمية بالغة لأي عملية برية هجومية واسعة النطاق. 

ورغم أن تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية تشير إلى أن روسيا كان من الممكن أن تمتلك في شهر فبراير/شباط من هذا العام نحو 3200 دبابة في مخازنها للاستفادة منها، إلا أن ما يصل إلى 70% منها "لم تتحرك منذ بداية الحرب".

كما كان جزء كبير من دبابات T-72 في مخزن مفتوح منذ أوائل التسعينيات ومن المحتمل أن تكون في حالة سيئة للغاية. 

ويعتقد لوزين أنه في ظل معدل الاستنزاف الحالي، فإن تجديد الدبابات ومركبات المشاة الروسية المخزنة سوف يصل إلى "نقطة استنفاد حرجة" بحلول النصف الثاني من العام المقبل.