شفق نيوز- بغداد
تتعدد المواهب لدى الشباب العراقي وتمتد باتجاهات شتى، لكنها في النهاية تكشف عن رغبة حقيقية في الابتكار وإخراج مكنونات الذات إلى حيّز الواقع عبر فنون متنوعة تشدّ الانتباه.
وبينما يجمع العديد من الهواة بين الدراسة الأكاديمية وشغفهم الإبداعي، يثبتون أن الموهبة فطرة تولد معهم، وأن الإصرار وحده قادر على تحويلها إلى تجربة حقيقية تترجم على أرض الواقع.
ومن بين هؤلاء تبرز الشابة رنين عادل عبد الله (29 عاماً)، خريجة كلية الصيدلة، التي اختارت أن تسلك طريقاً مغايراً لما درسته، لتعيد إحياء شغفها القديم بالرسم بلمسة غير تقليدية، مستخدمةً الصلصال الملون لصنع لوحات نابضة بالألوان والحياة، فاتحةً أمام نفسها باباً جديداً نحو عالم الفن والتميّز.
لم تتخلَّ رنين عن شغفها بالفن؛ فمنذ سنوات طويلة اعتادت استثمار العطلة الصيفية في الرسم، متنقّلة بين فرشاتها ودفاترها، قبل أن تجد نفسها أمام تجربة جديدة أعادت إحياء موهبتها بطريقة غير مألوفة.
وتقول رنين، في حديثها لوكالة شفق نيوز، إنها "كانت سابقاً تصنع عجينة السيراميك يدوياً بهدف إنتاج أشكال صغيرة تُزيَّن بها الأكواب، لكنها وجدت في الصلصال الملون (الطين الاصطناعي) مساحة أوسع للإبداع، فهو — بحسب رأيها — جاهز للاستخدام ويتيح لها تنفيذ أي فكرة تخطر في بالها دون عناء إعداد المواد".
وما إن نشرت الفتاة باكورة أعمالها على منصة "إنستغرام"، حتى انهالت عليها العروض وتدفقت الإعجابات بصنيعتها، وهو ما دفعها إلى إنتاج المزيد من اللوحات بالطريقة نفسها.
وتكمل رنين قولها: "كنتُ آخذ بعض لوحاتي إلى العمل، ومن هناك ازدادت الطلبات عليها من قبل المعلمات والمدرّسات والطالبات اللواتي استخدمن أعمالي في معارض فنية ونشاطات مدرسية".
وبحسب رنين، فإن "الرسم بالصلصال الملون يبدأ برسم الخطوط الأساسية بالقلم الرصاص، ثم تُنفَّذ التفاصيل باستخدام قطع الطين الصغيرة لتتحول اللوحة في النهاية إلى عمل فني بارز الملمس ومفعم بالألوان".
وعلى الرغم من مشاغل الدراسة والعمل، نجحت رنين في المزج بين عالمين مختلفين؛ علم دقيق يقوم على المعادلات، وفن يفيض بالحس، لتقدّم بذلك نموذجاً يُلهم الشباب على تطوير مواهبهم وابتكار أساليب جديدة.
وأصبحت العديد من المنتجات الفنية والطرق الجديدة التي يستخدمها موهوبون شباب في الرسم تُزيّن المعارض والبازارات، حيث تحقق مبيعات جيدة، وهو ما يشجعهم على تطوير مواهبهم واستخدامها كوسيلة مشروعة للكسب.