شفق نيوز/ يتميز مقهى العم درويش عفان، ذو اللحية البيضاء، بانه يقدم الشاي لزبائنه من دون مشاكل ولا تفريق بين عراقي وايراني، لكن المثير للاهتمام هو موقع المقهى الواقع على مجري مائي يفصل الحدود العراقية الايرانية.
ويقول العم درويش عفان، وهو من سكنة بلدة بيارة التابعة لناحية طويلة في محافظة حلبجة وهي ضمن منطقة هورامان المعروفة ببساتينها وينابيعها ومناطقها السياحية الجميلة، في حديث لوكالة شفق نيوز، "اتوجه كل يوم عند حوالي الساعة السادسة صباحا الى هذا المكان واقوم باعداد الشاي وتقديمه للزبائن لغاية التاسعة أو العاشرة مساء".
ويتابع بالقول، "ضيوفي من كل مكان من الجانبين العراقي والإيراني؛ وحاليا أصبحت المنطقة مقصدا للسياح أيضا.. فهناك مجاميع سياحية تأتي من الجنوب؛ وقبل يومين اتصل بي احد الأصدقاء من محافظة النجف وقال بأنه سيأتي بخمسين شخصا كضيوف للمقهى.. وفعلا جاءوا".
ويردف، "أيضا قبل أيام جاءني ضيوف من الكورد الشبك وقالوا انهم جاءوا خصيصا من الموصل.. وعدا كل مناطق إقليم كوردستان يأتي الناس وكل يجلس في مكانه، العراقيون يجلسون على هذه الكراسي"، مشيرا بيده الى مجموعة من الكراسي، في حين الإيرانيون يبقون في الجانب الاخر من المجرى المائي.
ويضيف أيضا: "دائما هناك دوريات لحرس الحدود العراقي وأيضا الإيراني ويمنعون الناس من عبور المجرى المائي، لانها الحدود الدولية بين البلدين. ولكن نحن ننبه زوارنا بعدم تجاوز الحدود".
ويقع مقهى العم الدرويش تحت شجرة جوز سامقة وكبيرة وعلى حافة مجرى النهر الذي يفصل حدود الدولتين، وبحسب التقديرات فان عمر هذه الشجرة اكثر من مائتي عام وسط بساتين للجوز والرمان والتين والعنب.
يبدو ان السياح يدفعهم الفضول للتوجه لمقاه ومطاعم أخرى تقع أيضا على الشريط الحدودي ليلتقطوا الصور التذكارية مع هذا المجرى المائي وأيضا مع مقهى العم درويش.
وتقول السائحة ربى احمد القادمة من محافظة ديالى مع عائلتها لوكالة شفق نيوز: "في الحقيقة ان الأماكن هنا رائعة وجئنا خصيصا لالتقاط صور تذكارية مع مجرى النهر الذي يفصل البلدين".
وتشتهر هورامان بالعديد من المناطق السياحية منها منطقة بيارة التي منها ينحدر الشيوخ النقشبندية ويقع على الحدود العراقية الإيرانية ويوجد في ناحية طويلة بمنطقة هورامان معبر حدودي آخر مع ايران.