شفق نيوز/ أعلنت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع "جرزا" بمحافظة الفيوم، في الكشف عن مبنى جنائزي ضخم من العصرين (البطلمي والروماني) يعكس تنوع المستوى الاقتصادي وطبيعة الدفن المعتمدة منذ القرن قبل الميلاد.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في خبر نقله موقع روسيا اليوم، إن "ما تم كشفه بالموقع يوضح التنوع و الاختلاف في دقة وجودة عملية التحنيط خلال العصرين البطلمي والروماني والتي تشير إلى المستوى الاقتصادي للمتوفي وذلك بدأ من التحنيط عالي الجودة وصولا الى الدفن ذات الطابع البسيط"، وأشار وزيري إلى "العثور أيضا على تمثال نادر من التيراكوتا للمعبودة إيزيس أفروديت بأحد المدافن داخل تابوت خشبي، بالإضافة إلى مجموعة من السجلات المصنوعة من ورق البردي المكتوب عليها كتابات بالخط الديموطيقي واليوناني تشير إلى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والدينية لساكني المنطقة خلال تلك الفترة".
وأشار الدكتور عادل عكاشة رئيس الإدارة المركزية للآثار المصرية بمصر الوسطى إن "المبنى المكتشف هو عبارة عن مبنى ضخم مبني على طراز البيوت الجنائزية والمزين ببلاطات متبادلة الألوان؛ ويتقدمه من الناحية الجنوبية سقيفة أعمدة عثر بداخلها على بقايا أربعة أعمدة، كما يؤدي المبنى إلى شارع ضيق خاص به".
من جانبه قال باسم جهاد المشرف على وحدة التدريب المركزي ورئيس البعثة، إن "البعثة نجحت أيضا في الكشف عن عدد من التوابيت المختلفة الطرز بعضها على الشكل الآدمي و أخرى على الشكل اليوناني ذات سقف جملوني".
وأشار جهاد إلى أن البعثة الأثرية المصرية بدأت أعمال الحفائر بموقع جرزا منذ عام 2016 حيث نجحت خلال تلك الفترة في الكشف عن العديد من اللقى الأثرية الثابتة والمنقولة ؛والتي تمثل الملامح الرئيسية لهذا الموقع المتميز، والتي تمثلت في العديد من المقابر التي تعكس كلا من التطور المعماري منذ القرن الثالث قبل الميلاد وحتي نهايه القرن الثالث الميلادي، وكذلك المزج في العمارة والقطع الأثرية بين الحضارة المصرية القديمة، و اليونانية.
وأوضح جهاد؛ أن "من تلك النماذج 6 مقابر ضخمة مبنية (بالطوب اللبن) تمثل مقابر جماعية.
يذكر أن قرية جرزا والتي عرفت بقرية فيلادلفيا في العصر اليوناني قد تم إنشاؤها في القرن الثالث قبل الميلاد كقرية مركزية ضمن المشروع الاستصلاح الزراعي الذي نفذه الملك بطليموس الثاني (فيلادلفيوس) في إقليم الفيوم وذلك بهدف تأمين مصادر الغذاء للمملكة المصرية و كقرية ضمت بين جنباتها المصريين و اليونانيين مما انعكس في الناتج الحضاري.