شفق نيوز- برلين
اكتشف باحثون في مستشفى كولونيا الجامعي في ألمانيا، جسماً مضاداً فعالاً للغاية ضد فيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز الذي أودى بحياة 44 مليون شخص في جميع أنحاء العالم منذ ظهوره عام 1981.
وقام فريق البحث بقيادة فلوريان كلاين، مدير معهد الفيروسات بفحص عينات دم من 32 شخصاً. جميعهم مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، لكنهم طوروا من تلقاء أنفسهم أي بدون علاج استجابة جسدية قوية وواسعة النطاق ضد الفيروس.
واختبر الباحثون في المختبر أكثر من 800 جسم مضاد مختلف من عينات الدم هذه على قدرتها على تحييد فيروسات HIV وقد لفت أحدها المسمى 04_A06 الانتباه بشكل خاص. يحجب هذا الجسم المضاد المكان الذي يرتبط فيه الفيروس بخلايا الجسم أثناء الإصابة.
وبالتالي يمنع فيروس نقص المناعة البشرية من دخول خلايا الجسم. عندما يدخل الفيروس إلى الخلية يعيد برمجتها لتتكاثر، مما يضعف جهاز المناعة على المدى الطويل.
ويوجد مخطط بناء الأجسام المضادة في الجهاز المناعي البشري في ما يسمى بالخلايا الليمفاوية B. عندما تلتقي هذه الخلايا بمسببات الأمراض فإنها تنضج لتصبح خلايا بلازمية تفرز كميات كبيرة من الأجسام المضادة وينشأ 04_A06 بهذه الطريقة. قام الباحثون بفك شفرة مخطط بناء الجسم المضاد واستنساخه.
لذلك لا داعي لأخذ عينات دم من المرضى مراراً، بل يمكن الاستفادة من البنية الجينية للأجسام المضادة. حيث يتم نقل هذه البنية إلى خط خلوي في المختبر، مما يتيح إنتاج الأجسام المضادة بكميات كبيرة. أي أننا نستخدم خلايا أخرى ونطلب منها: "يرجى إنتاج هذه الأجسام المضادة".
ويوضح مدير المشروع فلوريان كلاين أن تنوع الفيروسات يجعل من الصعب علاج فيروس نقص المناعة البشرية. لكن الجسم المضاد المكتشف حديثاً تمكن من تحييد 98 في المائة من متغيرات الفيروس التي تم اختبارها.
كما يمكن لـ04_A06 أن يكون له أيضاً تأثير وقائي لمنع الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. "عندئذٍ يلتقط الجسم المضاد الفيروسات قبل أن تتمكن من التكاثر في الجسم".
لذا يمكن أن يعمل الجسم المضاد المكتشف حديثاً كـ"تحصين سلبي". أما التحصين النشط فهو لقاح يمكّن الجسم من إنتاج الأجسام المضادة بنفسه. لكن هذا اللقاح لا يوجد حتى الآن.
ويُعتبر الإيدز أحد أسوأ الأوبئة التي عرفتها البشرية حتى الآن. وعلى الرغم من أن عدد الوفيات الناجمة عن الإيدز انخفض بشكل مستمر بفضل التوعية والوقاية، لا يزال هناك أشخاص يموتون اليوم بسبب هذا المرض.