شفق نيوز/ كلما اقترب موعد إنتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا، يزداد خوف العلماء من تحديات تشكل خطرا على الآمال بالانتهاء من الجائحة التي شلت حركة العالم.
العلماء يخافون من ضغط الوقت، وضغط السياسة اللذان يدفعان شركات إنتاج اللقاحات إلى الإسراع في العمل، ما قد يؤدي إلى فشل المطعوم في بناء مناعة لدى البشر.
الأمر الآخر الذي يقلق العلماء هو تقبل الناس أخذ اللقاح لعلمهم بإنتاجه في أوقات قياسية، ووفق معايير وقواعد طارئة تختلف عن إنتاج اللقاحات في الوضع الطبيعي.
ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، قال أكثر من ثلث الأميركيين إنهم لا يريدون الحصول على لقاح كورونا في الوقت الحالي، حتى لو كان مجانيا وتمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء، وفقا استطلاع رأي لمؤسسة غالوب.
وأفاد الاستطلاع أن مواقف الأميركيين من مسألة أخذ اللقاح ترتبط بعلاقة إحصائية مع الانتماء الحزبي السياسي، فأكثر من 81 في المئة من الديمقراطيين، قالو إنهم سيأخذون اللقاح، بينما قال أقل من نصف الجمهوريين، 47 في المئة إنهم لن يأخذوا اللقاح.
وأكد الاستطلاع أن الأميركيين البيض أكثر استعداد من الأميركيين غير البيض، للحصول على اللقاح إذا كان متاحا، على الرغم من أن بعض الأقليات العرقية والإثنية تتأثر بشكل كبير بفيروس كورونا، وفقا لقناة فوكس نيوز.
وينقل تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأميركية عن مسؤولي صحة قولهم إنه إذا تم إعطاء الضوء الأخضر للقاح تكون فاعليته قليلة، فقد يؤدي ذلك إلى انتشار أوسع للفيروس.
وأضاف المسؤولون أن هنا احتمالا في أن يتسبب أي لقاح دون المستوى في آثار جانبية خطيرة غير متوقعة، أو مناعة تستمر لوقت قصير جدا.
فعالية اللقاح عند من يعانون من السمنة
وكشفت دراسة جديدة أجراها باحثون أميركيون أن لقاح فيروس كورونا المستجد قد لا يكون فعالا مع الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.
وحلل الخبراء مؤشر كتلة الجسم لـ 812 مريضا تعافوا أو كانوا يعانون من الفيروس، وفقا لصحيفة "Business Line"، حيث وجدت الدراسة أن 70 في المئة من هؤلاء يعانون من السمنة المفرطة.
كما توصل الباحثون إلى أن هؤلاء المرضى، ممن لديهم سمنة زائدة، عانوا أكثر من غيرهم من تداعيات الفيروس.
يقول العلماء إن اللقاحات السابقة لأمراض أخرى كانت أقل فعالية لدى البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة.
وأضافوا أن السمنة يمكن أن تؤدي إلى التهابات حادة عن طريق دفع استجابات الجسم المناعية، وهذا يمكن أن يجعل الجسم أضعف في مكافحة الفيروس.
وقال الأستاذ المساعد في جامعة ألاباما تشاد بيتي: "إنها ليست مسألة عدم العمل، إنها مسألة فعالية". وأضاف "بعبارة أخرى، يمكن للقاح أن يعمل، لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، لكنه قد لا يكون بنفس الفعالية".
ويخضع أكثر من 150 لقاحا مرشحا لمواجهة فيروس كورونا حاليا لمراحل مختلفة من التطوير، ومن بينها نحو 24 لقاحا تخضع لتجارب على البشر حاليا.
وتجري شركتا (فايزر) و(جونسون آند جونسون) تجارب سريرية متقدمة هذا الشهر للقاحاتها المرشحة لمواجهة كورونا، وذكرت شركة (أسترا زينيكا) البريطانية لصناعة الأدوية أنها ستبدأ تجارب أميركية على نطاق واسع هذا الصيف على لقاحها الذي يخضع للتطوير بالتعاون مع باحثين من جامعة أكسفورد.
وكانت شركة مودرنا أعلنت في 27 يوليو أنها ستدخل المرحلة الثالثة من تجربة إكلينيكية للقاح، والتي ستسجل حوالي 30 ألف متطوع بالغ.
وكانت الحكومة الفيدرالية ضخت 10 مليارات دولار في بداية جائحة الفيروس التاجي في عملية " Warp Speed"، والتي تهدف إلى توصيل 300 مليون جرعة من اللقاح للأميركيين بحلول يناير 2021.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه "متفائل" بأن اللقاح ستتم الموافقة عليه للتوزيع قبل يوم الانتخابات في 3 نوفمبر.