بعد تضييق الخناق على الحسابات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي، لجأ المتشددون إلى طرق أخرى للتحايل على تويتر وفيسبوك في محاولة لتحشيد الأتباع.

ونجحت الماكينة الدعائية لداعش، في بادئ الأمر، بتجنيد عدد من المتعاطفين عبر حسابات رسمية، قبل أن تتنبه إدارة مواقع التواصل وتشن حربا على الحسابات الداعمة للمتشددين.

"دليل داعش" للحرب الإلكترونية

سياسة مواقع التواصل الاجتماعي وحملات النشطاء المناوئين للتنظيم، مكنت من القضاء تدريجيا على آلة داعش الدعائية، لكن التنظيم لجأ في المقابل إلى طرق أخرى لاستمالة أكبر عدد من المتعاطفين مع أيديولوجيتة التدميرية.

وأورد موقع "فوكاتيف" أن المتعاطفين مع التنظيم لجأوا إلى سياسة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي للهروب من الحصار، الذي ضرب عليهم في الأشهر الأخيرة.

وقام التنظيم بتوزيع دليل، من 10 صفحات، لرد الهجمة الإلكترونية التي حدت من فعاليته في التجنيد. ويشرح الدليل للمتعاطفين كيفية التحايل وخداع مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تمرير الخطابات المتشددة.

ويدعو إلى ترجمة ونشر كل الأخبار المتعلقة به، كما يعتبر هذا النوع من الدعاية بمثابة "الجهاد والقتال" في صفوفه.

​الدليل المتوفر باللغة العربية والإنكليزية يصف التغريدة بـ"السلاح"، ويدعو إلى تمويه مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام الهاشتاغات الأكثر تداولا، دون الإشارة إلى أي شيء يتعلق بالتنظيم.

ويدعو الدليل المتعاطفين مع داعش إلى استهداف هاشتاغات في دول غربية قد تسهل الوصول إلى المؤيدين في أوروبا وأميركا. ويوصي أيضا باستهداف آلاف المستخدمين كل يوم، من خلال نشر معلومات عن التنظيم وترجمة أخباره بلغات مختلفة.

خسارة معركة تويتر

إلى عهد قريب، كان الموالون لداعش يستغلون شعبية موقع تويتر للوصول إلى الشباب، وبث رسائل ملغمة بأفكار متشددة.

لكن الموازين انقلبت بعد أن تم وقف 18 ألف حساب مرتبط بالتنظيم منذ خريف السنة الماضية، حسبما أظهرت دراسة أعدها الخبيران ج. م. برغر و جوناثان مورغان لفائدة "غوغل أيدياز".

وفي هذا السياق، قال برغر، من معهد "بروكنغز" بواشنطن، إن عناصر التنظيم "يتعرضون لضغوط كبيرة خاصة أكثر المستخدمين نشاطا وانتشارا، إذ يتم وقف حساباتهم".

وأضاف الخبير الأميركي، أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، أن الموالين للتنظيم وصفوا عملية وقف الحسابات بـ"المدمرة، إذ أعاقت بشكل كبير جهود التنظيم لنشر الدعاية".

ووفقا لبيرغر، فإن البيئة الحالية تقترب من تحقيق التوازن الصحيح للضغط على شبكات تنظيم داعش وتقويض قدرته على تحقيق أهدافه.