شفق نيوز/ إلا العراق، لا يوجد يوم مخصص لكذبة نيسان، فجميع أيامه يمكن أن تشهد كذبة تخرج عن ألسنة المتصدين للمسؤولية فيه، أما ما يخص المواطنين، فإن الأول من نيسان، فرصة لن تفوت لإطلاق آمال وأمنيات مؤجلة على شكل كذبات، كونها لم تحقق على أرض الواقع.
الأول من نيسان في كل عام، هو يوم للكذب الساخر والمقالب لدى سكان العالم، لكن في العراق يكشف هذا التاريخ، عن حجم الحرمان الذي يعانيه الشعب، فتجد كذباتهم تندرج في خانة حقوق مشروعة وحاجات أساسية لم ينلها بفعل أزمات خارجية وداخلية.
آراء الشارع
وكالة شفق نيوز، استطلعت كذبات المواطنين، فكانت معظمها تصب في خانة الحقوق، ومنها "الكهرباء لن تطفئ بعد اليوم" و"تعيين مركزي للخريجين في الموازنات العامة" و"لا داعي لرحلة العلاج بعد الطفرة الطبية في العراق" و"بترودولار لكل فرد عراقي" و"إطلاق قمر صناعي عراقي".
كذبات أخرى طرحها مواطنون، حملت بعداً سياسياً، مثل "العراق في مراتب متقدمة بمستوى الشفافية والنزاهة" و"تراجع تعاطي الرشوة بعد تطبيق عقوبة السجن عملياً" و"وضع الفاسدين وسراق المال العام خلف القضبان" و"حصر السلاح بيد الدولة"، و"إعلان حكومة تكنوقراط"، "زارنا النائب (...) بعد فوزه بمقعد نيابي".
مشهد "كذبة نيسان" اختلف تماماً عندما تحولت بوصلة الاستطلاع إلى الشرائح المعدمة والنازحين وسكنة القرى والأرياف، فكانت "في قريتنا مدارس نموذجية" و"نسب إعمار مدينتنا 100%" و"عدنا لمنازلنا ولا حاجة لخيام النازحين"، "ولدي ظهر بعد غياب أربع سنوات" و"عوضنا بمنازل وأموال".
ما سبق، اعتبره مختصون في علم الاجتماع، لا علاقة له بالكذب، بل هي أمنيات ومطالب حقيقية كان يجب أن تتحقق، لكن بسبب من تصدى لزمام الأمور في البلاد، باتت حلماً يطرحه العراقيون عندما يسألون سواء بمناسبة أو بدونها.
العراق ليس البلد الوحيد الذي يعاني هذه الأزمات، لكن بحسب معطيات تقارير الأمم المتحدة المتعلقة بالحزن والسعادة ومستوى الرفاهية، فيصنف كأكثر دول العالم حزناً وهماً، وفي أسفل ترتيب الدول والشعوب على مستوى السعادة والرفاهية.
ولا توجد معلومات مؤكدة عن بداية "كذبة نيسان" حول العالم، إلا أن بعض الباحثين يرون إن (كذبة نيسان) تقليد أوروبي قائم على المزاح بإطلاق الشائعات أو الأكاذيب، لأن فصل الربيع يبدأ في نيسان ومع الربيع يحلو للناس المداعبة والمرح فاستلطفوها وصارت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة ومنها انتشرت إلى البلدان العربية والآسيوية والأمريكيتين، وصار الكذب فيها مباحاً في هذا اليوم لدى شعوبها باستثناء الشعبين الإسباني لكونه يوماً مقدساً دينياً، والألماني لأنه يوافق يوم ميلاد الزعيم الألماني (بسمارك).