شفق نيوز/ يتزامن افتتاح أسبوع لندن للموضة هذا العام مع احتفاله بعيده الـ40، وقد كان لافتاً الطابع الكلاسيكي الذي خيّم على انطلاقة هذا الأسبوع المُصنّف على أنه الأكثر جنوناً بين أسابيع الموضة العالميّة الأبرز التي تُقام موسمياً في كل من نيويورك، ولندن، وميلانو، وباريس.
انطلاقة أسبوع لندن لموضة الخريف والشتاء المقبلين كانت مع المصمم الأيرلندي المُخضرم بول كوستيلو، الذي جسّد في عرضه الحنين إلى الكلاسيكيّة والمُصمم التركي بورا أكسو الذي بحث عن مصادر للإلهام في أعمال النحّاتة الألمانية إيفا هيس. وهي كانت عُرفت في ستينيات القرن الماضي باستعمالها لمواد جديدة في مجال النحت منها اللاتكس، والألياف الزجاجيّة، والبلاستيك.
بول كوستيلو
حملت مجموعة المصمم بول كوستيلو عنوان Once upon a time أي "كان يا ما كان"، وقد شكّلت احتفالاً بقدرة المظهر الكلاسيكي على عبور الزمن ومواكبة العصر بكل أناقة. وقد قال كوستيلو في النشرة التعريفيّة عن العرض التي تمّ توزيعها على الحاضرين: "تُعبّر هذه المجموعة عن رأي بأن التصميم الكلاسيكي لايزال يحتفظ بمكانه في مجال الأزياء الفاخرة". وهو كشف أنه أضاف لمسات من حنينه إلى الماضي عبر الاستعانة بطبعات جسّدت أجواء الشارع الذي عاش فيه ذات مرة مما شكّل بالنسبة إليه مزيجاً بين عالمي الخيال والواقع.
ترافقت بداية العرض مع مجموعة من الإطلالات باللون العاجي تمّ تنفيذها بخامات كلاسيكيّة دافئة لتليها معاطف، وأثواب، وتنانير تمّ تنفيذها بخامة التويد وتزيّن بعضها بطبعة المربعات. وقد ظهرت في القسم الأخير من العرض أثواب مُطبّعة ترافق بعضها مع أكمام مُنتفخة، أما في ختامه فخرج فريق الحرفيين الذين نفذوا هذه التصاميم لتحية الحضور بدل المصمم بول كوستيلو، البالغ من العمر 78 عاماً، والمُصاب بفيروس استدعى مُلازمته للسرير.
بورا أكسو
واعتاد المُصمم التركي بورا أكسو أن يُشارك بفعاليات أسبوع لندن للموضة منذ العام 2003، وهو اختار لعرضه الأخير لوحة ألوان حياديّة أراد من خلالها التعبير عن أعمال النحاتة إيفا هيس وعن محطات من حياتها أبرزها زيارتها لمدينة هامبورغ مسقط رأسها قبل أن تفرّ من ألمانيا النازيّة في العام 1938 إلى الولايات المتحدة.
كانت الأثواب المصنوعة من الدانتيل الحاضر الأبرز في هذا العرض وقد تزيّنت بالشرائط، والعقد، والتطريز وترافقت مع أغطية للرأس متناسقة بالإضافة إلى جوارب سميكة بدت كأنها مُمزّقة وأحذية جلديّة بلوني الفضي والأسود. وقد بدت أزيائه كأنها قامت برحلة طويلة عبر العصور قبل أن تصل إلينا، فهل ستجد من يرتديها في عصرنا هذا؟.