شفق نيوز/ أحدثت أدوية إنقاص الوزن الجديدة ثورة في عالم الطب من خلال مساعدتها للأشخاص على التخلص من الوزن الزائد وتحسين صحتهم. ومع ذلك، يثير استخدامها المستمر العديد من الأسئلة حول آثارها طويلة الأجل والضرورة المحتملة لاستخدامها مدى الحياة.

وتشير صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن أخصائيي طب السمنة يطرحون هذه الأسئلة بشكل متزايد مع استخدام أدوية مثل "سيماغلوتيد"، التي تستخدم لعلاج مرض السكري والسمنة. يواجه بعض الأشخاص صعوبة في تحمل تكاليف الدواء أو لا يرغبون في الاستمرار في استخدامه لفترة طويلة.

ويؤكد ديفيد كامينغز، أخصائي إنقاص الوزن في جامعة واشنطن، أن التوقف عن تناول هذه الأدوية يؤدي "في المتوسط إلى عودة الوزن بسرعة"، ويضيف أن حالات مثل ارتفاع السكر في الدم ومستويات الدهون تعود إلى مستوياتها السابقة بعد التوقف عن العلاج. وتختلف سرعة عودة الوزن ومقداره من فرد إلى آخر، حيث يرى كامينغز أن "بعض الأشخاص يخاطرون بوقف الأدوية بمجرد فقدانهم ما يكفي من الوزن".

وتشير دراسة جديدة إلى أن بعض أدوية السكري المستخدمة أيضاً لإنقاص الوزن قد تكون مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات المرتبطة بالسمنة. ومع ذلك، يؤكد الأطباء والشركات المصنعة للأدوية، مثل شركة "نوفو نورديسك" المنتجة لعلاج "ويغوفي"، أنهم غير متأكدين مما إذا كان خفض جرعة الدواء يمكن أن يساعد في الحفاظ على الوزن. تقول أليسون شنايدر، المتحدثة باسم الشركة، إنه "لم يتم دراسة ذلك بطريقة منهجية".

ويقول كامينغز إن "العديد من الناس يرغبون في إنقاص أكبر قدر ممكن من الوزن دون الحاجة لاستخدام الدواء لبقية حياتهم". ويضيف أن الإجابة المحتملة على سؤال كم من الوقت يجب تناول العلاج ربما تكون "إلى الأبد".

وأظهرت دراسة أجرتها شركة "Truveta" أن أكثر من نصف الأشخاص الذين لا يعانون من داء السكري توقفوا عن تناول الأدوية في غضون عام، ولكن حوالي ثلثهم أعاد استخدام الدواء مرة أخرى.

في هذا السياق، يؤكد الأطباء أن السمنة هي مرض مزمن، مثل ارتفاع ضغط الدم والأمراض المزمنة الأخرى، ويتطلب معالجة مستمرة. ومع ذلك، تشير "نيويورك تايمز" إلى أنه يمكن التحكم في الوزن من خلال نمط حياة صحي ورغبة قوية في ذلك.