شفق نيوز/ كشفت دراسة علمية شارك في إعدادها أطباء من ثلاث قارات، أن تركيز الخلايا الجنسية، بصفته أحد المؤشرات الرئيسية لخصوبة الذكور، انخفض بنحو 50% بين عامي 1973 و2018 في جميع مناطق العالم تقريبا.
وبحسب الأطباء الذين أجروا الدراسة فإن هذا الأمر ليس فقط في البلدان المتقدمة، كما كان يُعتقد سابقا، وتم نشر نتائج العمل العلمي بهذا الشأن في مجلة Human Reproduction Update، وفقاً لوكالة "تاس" الروسية.
ونقلت المجلة عن هاغاي ليفين، الأستاذ في الجامعة العبرية في القدس قوله "لقد سجّلنا انخفاضا خطيرا في تركيز الخلايا الجنسية التي حدثت خلال نصف القرن الماضي، وفي القرن الحالي تسارعت هذه العملية بشكل ملحوظ، ولا يمكننا القول ماذا أدى إلى هذه الظاهرة، لكن يمكن أن تكون لها علاقة بخروق في عملية تكوين الخلايا الجرثومية داخل الأجنة وكذلك بالسموم والعادات السيئة".
ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 10-15% من المتزوجين في الدول الغربية غير قادرين على الاستمرار في الولادة بسبب عقم أحد الزوجين، ونسبة العقم بين الرجال والنساء متساوية تقريبا، ويفقد معظمهم خصوبته في سن 40-55 عاما، وهو ما يرتبط بالعادات السيئة وميزات نمط الحياة الأخرى، وكذلك بالوراثة.
ووجد الأطباء الإسرائيليون منذ خمسة أعوام أن التركيز النموذجي للخلايا الجنسية الذكرية (عامل يعكس القدرة على إنجاب طفل) قد انخفض خلال العقود القليلة الماضية في البلدان المتقدمة في الغرب، وكذلك في روسيا والمكسيك ودول أخرى.
وحصل الباحثون الإسرائيليون وزملاؤهم من الولايات المتحدة والبرازيل وأوروبا في بحثهم العلمي الجديد على بيانات مماثلة لعدد كبير من البلدان الواقعة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وغرب وجنوب وجنوب شرق آسيا، حيث قاموا بتحليل البيانات الخاصة بخصوبة الرجال التي تم جمعها من قبل الباحثين والأطباء في هذه البلدان بين عامي 1973 و2018.
وفي المجموع، حلل البروفيسور ليفين وزملاؤه أكثر من 800 ورقة علمية، وتطرق مؤلفوها بطريقة أو بأخرى إلى مشاكل العقم عند الرجال وأجروا القياسات العملية المناسبة. وتمكن العلماء من الحصول على بيانات من عدة مئات من القياسات في تركيز الخلايا الجنسية الذكرية، والتي أجريت في دول العالم الثالث على مدى نصف القرن الماضي.
وأظهر التحليل أن تركيز الخلايا الجنسية انخفض ليس فقط بين سكان البلدان المزدهرة والمتقدمة، فحسب بل في بقية أنحاء العالم تقريبا. وفي المتوسط، انخفض هذا المؤشر بنسبة 50%، ومنذ عام 2000 بدأ في الانخفاض بنسبة 2.64% سنويا، وهو أكثر من ضعف المؤشرات السابقة (1.16% من 1973 إلى 2000).
وبحسب العلماء فإن النتائج تشير إلى وجود مشاكل تتعلق بخصوبة الرجال على المستوى العالمي، كما تشير إلى احتمال تفاقمها في المستقبل القريب، ما يدل على الحاجة إلى إجراء دراسة عاجلة لأسباب هذا الانخفاض، وهو أمر ضروري لإعداد برامج تساعد على تجنب الزيادة الحادة في عدد الرجال المصابين بالعقم في العقود المقبلة.