شفق نيوز- متابعة

أعاد فريق علمي دولي إحياء واحدة من أكثر الفرضيات إثارة في علوم الفضاء، بعدما كشف أن النيازك التي اصطدمت بالأرض قبل مليارات السنين قد تكون حملت معها اللبنات الكيميائية الأولى للحياة، في اكتشاف وصفه الباحثون بأنه "خطوة مفصلية" لفهم نشأة الكائنات الحية.

ووفق الدراسة المنشورة حديثاً، فإن تحليل عينات من نيازك قديمة أظهر وجود جزيئات عضوية معقدة، يُرجّح أنها وصلت إلى الأرض خلال المراحل المبكرة لتشكّل الكوكب، قبل أن تساهم في إطلاق سلسلة تفاعلات أدت لاحقاً إلى ظهور الحياة.

ويقول العلماء إن نتائج التحليل الكيميائي الجديد جاءت أكثر دقة من الفرضيات السابقة، بعد استخدام أجهزة متطورة مكّنتهم من تحديد جزيئات أساسية تدخل في تركيب الأحماض الأمينية، وهي العناصر التي تُعد أساس تكوّن البروتينات في جميع الكائنات الحية.

ووفقاً للباحثين، فإن النيازك ربما لعبت دور “الناقل الحيوي” الذي نقل هذه المواد من الفضاء إلى الأرض، في وقت لم يكن الكوكب فيه قادراً على إنتاج مثل هذه الجزيئات ذاتياً.

كما رجّحت الدراسة أن تكون الاصطدامات المتكررة بالنيازك قد ساعدت في تثبيت تلك المركبات داخل البيئات المائية الأولى.

ويشير العلماء إلى أن هذا الاكتشاف يُعد تعزيزاً قوياً لفرضية "الأصل الفضائي للحياة"، التي ظلّت لسنوات محط جدل واسع، لكنه يبقى – وفق الفريق البحثي – خطوة على طريق الإجابة النهائية، إذ تتطلب الفرضية المزيد من الأدلة حول كيفية تطور هذه الجزيئات لاحقاً داخل الأرض نفسها.

هذا وفتحت الدراسة الجديدة، الباب أمام أبحاث أوسع، خصوصاً مع خطط إرسال بعثات فضائية لجلب عينات أعمق من الكويكبات، في محاولة لرسم التسلسل الكامل لنشأة الحياة، من الفضاء إلى الأرض.