كشفت دراسة حديثة أن بعض المكونات الكيميائية المستخرجة من النبيذ أو البيرة يمكن أن تمنع تكتل بروتينات "بيتا أميلويد"، المرتبطة بمرض الزهايمر.
وبحسب ما نقل موقع "فوتورا سيونس" الفرنسي، فإنّ الدراسة تمحورت حول ما إذا كانت "البيرة"، أحد أقدم المشروبات في العالم وأكثر المشروبات الكحولية استهلاكًا، تمثّل علاجًا وقائيًا فعالًا ضد الأمراض العصبية، وأساسًا في حالة مرض الزهايمر، الأكثر شيوعًا.
ويوضح التقرير أنه في حالة الزهايمر يحدث تلف الخلايا العصبية قبل ظهور الأعراض الأولى بوقت طويل، ما يجعل التدخلات العلاجية غير فعالة لأن هذا الضرر الذي يلحق بالدماغ لا رجعة فيه، لكن يمكن أن يمثل النظام الغذائي نهجًا مثيرًا للاهتمام وفعالًا في الوقاية من مرض الزهايمر.
ويشير التقرير إلى أنّ الدراسة أظهرت أنّ تناول الأحماض المُرة من هذه المكونات الكيميائية للنبيذ يحسن الوظيفة الإدراكية والانتباه والمزاج لدى كبار السن، وبالإضافة إلى ذلك، فإن تناول هذه المستخلصات عن طريق الفم على المدى الطويل قد يخفف من مرض الزهايمر لدى الفئران.
ودفعت هذه النتيجة الباحثين إلى التحقيق في الأنشطة الأخرى لهذه المستخلصات مع التركيز على تأثيرها وخصائصها المضادة للأكسدة، فضلاً عن قدرتها على تعزيز التخلص من البروتينات المتجمعة وغير المفيدة.
ويوضح التقرير أنّ نتائج الدراسة نشرت في مجلة "أي أس سي" للدراسات الكيميائية، وقام الباحثون خلالها بتحليل ومقارنة أنشطة أربعة أنواع مختلفة من الجزيئات، من بين أكثر المكونات استخدامًا في إنتاج البيرة، وهي "كاسكاد" و"ساز" و"تيتانغ" و"ساميت"، مشيرًا إلى أنّ هذه الأصناف "تختلف في درجة تركيزها الحمضي ولكن جميعها لها خصائص مضادة للأكسدة تستحق الاهتمام".
وقام الباحثون بعد ذلك بتجزئة هذه المكونات لتحديد مجموعة الجزيئات المسؤولة عن الإجراء الوقائي للأعصاب. ووفقًا للبيانات التي توصلت إليها الدراسة، فإنّ هذه المستخلصات حالت دون موت الخلايا بسبب الضغوط التأكسدية".
وبحسب الدراسة، فإنّ أكثر أنواع هذه المكونات فعالية هو "تيتانغ" الذي يوجد في العديد من أنواع البيرة المعتقة، وأظهر هذا المستخلص الذي يحتوي على مستوى عالٍ من مادة "البوليفينول" أقوى نشاط للمضادات الحيوية، وتمثل هذه الجزيئات النشطة مكونات فعّالة للوقاية من هذه الحالة المرضية، لكن الدراسة نبهت أيضاً إلى أنّ الإفراط في تناول الكحول يطرح مخاطر صحية.
erem