شفق نيوز/ توقع فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة بريستول أن ينتهي عصر سيادة الثدييات على الأرض بعد نحو 250 مليون سنة من الآن في صورة انقراض كبير حينما تواجه قارات العالم تغيرا جيولوجيا سيعدل موقعها الحالي تماما، فيما ستندمج جميع القارات لتصنع قارة واحدة.
ومن المعروف أن كوكبنا على مدار نصف مليار سنة مضت كان قد شهد خمس حالات انقراض جماعي كبرى، آخرها حدث قبل نحو 65 مليون سنة وأنهى عصر سيادة الديناصورات على الأرض والذي استمر لمدة 150 مليون سنة.
ويعتقد العلماء أن هذا الانقراض حدث بسبب اصطدام كويكب ضخم بمنطقة تشيكسولوب المكسيكية، مما أدى إلى تغير كارثي في طبيعة الغلاف الجوي للأرض لم تتمكن الديناصورات من التكيف معه.
وبانقراض الديناصورات كان العالم جاهزا لنوع آخر كي يتنوع وينتشر، وهو الثدييات التي عاشت في ظلال الديناصورات المهيمنة طوال ملايين السنوات، لكنها نجت من الانقراض مع الديناصورات.
ويعتقد العلماء أن سبب نجاة الثدييات تعلق بأنها كانت أكثر قدرة على التكيف مقارنة بالديناصورات، حيث امتلكت نظاما غذائيا أكثر تنوعا، مع معدل تكاثر أسرع، إضافة إلى حجم جسم أصغر، والأخير عامل مهم، فهو يعني أنها تحتاج إلى طعام أقل ويمكنها الهروب في حال حدوث كارثة ما.
الانقراض الكبير القادم
وبحسب الدراسة التي نشرها فريق جامعة بريستول في دورية "نيتشر جيو ساينس"، فإن العلماء يتوقعون أن قارات الأرض سوف تندمج معا لصناعة قارة واحدة كبرى تسمى "بانجيا ألتيما" خلال 250 مليون سنة، بسبب الحركة البطيئة للصفائح التكتونية على كوكب الأرض، وسيكون مركز هذه القارة فوق خط الاستواء.
وبالتبعية سيؤدي ذلك إلى تغيرات مناخية كبرى، لأن خط الاستواء هو منطقة حارة، إلى جانب توقعات بنشاط بركاني مرتفع سيطلق المزيد من ثاني أكسيد الكربون للأرض، مما يرجح أن الظروف في "بانجيا ألتيما" ستكون غير ملائمة بالنسبة لمعظم الثدييات على كوكب الأرض، مما سيدفعها للانقراض.
وللتوصل إلى تلك الافتراضات قام الفريق البحثي ببناء نماذج مناخية تمت فيها محاكاة التغيرات المتوقعة في درجات الحرارة والرياح والأمطار والرطوبة بعد تكون "بانجيا ألتيما"، ثم تقدير المستوى المستقبلي لثاني أكسيد الكربون.
وتشير تقديرات الباحثين أيضا إلى أنه عندما تتشكل "بانجيا ألتيما" في النهاية ستكون الشمس أكثر سطوعا بنسبة 2.5% من حالتها الحالية، ومن شأن هذا التغير أن يرفع متوسط درجة حرارة الأرض إلى نحو 25 درجة مئوية.
وبحسب الدراسة، فإن الجفاف سوف يستشري في الكوكب ولا يترك إلا نحو 8% و16% فقط من الأراضي صالحة للسكن بالنسبة للثدييات، حيث سترتفع درجات الحرارة لتكون أعلى من 60 درجة مئوية في كثير من المناطق ولمدد ليست قصيرة، وهي درجات لن تتحملها الثدييات.
وبحسب بيان صحفي رسمي صادر عن جامعة بريستول، يشير العلماء إلى أنه لا أحد يستطيع أن يخمن شكل الحياة الذي سيصبح سائدا إذا هلكت معظم أنواع الثدييات، إنها في النهاية طبيعة الأرض أن تتغير من حين إلى آخر، وإذا تأملنا ما تعرض الكوكب له من تغيرات شديدة على مدى مليارات السنوات فسنجد أن الانقراض كان دائما هو الأصل لا استمرار الحياة.