شفق نيوز/ العديد من الأشخاص يعانون من صعوبات في النوم تتفاوت بين الأرق والاضطرابات المتكررة أثناء الليل، وغالباً ما تتداخل الأسباب بين الجوانب الجسدية والنفسية، إلا أن دراسة حديثة كشفت عن تقنية ذهنية مبتكرة قد تُحدث فرقاً كبيراً في تحسين جودة النوم، تُعرف باسم "الخلط المعرفي".

وتعتمد هذه الطريقة على إشغال الدماغ بتفكير محايد وغير عاطفي قبل النوم، ما يساعد في تهدئة الذهن وتجاوز موجات القلق والأفكار المتداخلة التي تعيق الاستغراق في النوم.

كيف تعمل الخدعة؟

يشرح لوك بودوان، أستاذ علم الإدراك في جامعة سيمون فريزر الكندية، أن التقنية تقوم على اختيار حرف معين من الأبجدية والتفكير بكلمات تبدأ به، دون أن تكون لهذه الكلمات أي صلة بمشاعر أو ذكريات مؤثرة.

ويضيف بودوان: "فكّر في كلمة مثل قطة، ثم تابع بسرعة إلى كلمات مثل قطار، قطن، 'قصر، وهكذا، لمدة لا تزيد عن 8 ثوانٍ، قبل أن تنتقل إلى الحرف التالي"، مبيناً أن "هذه العملية تخلق ما يشبه تشويشاً معرفياً ناعماً، يُبعد العقل عن التفكير في المواقف اليومية المزعجة".

بودوان نفسه عانى من الأرق لسنوات، حتى جرّب هذه التقنية، ووفق قوله، كانت النتائج "مذهلة للغاية"، ما دفعه إلى إجراء تجربة بحثية عام 2016، شملت 154 طالباً جامعياً.

وبيّنت النتائج أن المجموعة التي استخدمت "الخلط المعرفي" قبل النوم، حققت تحسنًا ملحوظًا في سرعة النوم وعمقه مقارنة بالمجموعة الأخرى.

ماذا يقول الأطباء؟

اختصاصية طب النوم الدكتورة فريحة عباسي فاينبرغ، تؤكد أن التقنية فعالة جداً، رغم بساطتها، وقد تبدو هذه الطريقة غير مهدئة في الظاهر، لكنها تصرف التركيز عن المشكلات اليومية وتُدخل الدماغ في حالة استرخاء تدريجي.

بدوره، يوضح كامي ماكمانوس، أخصائي علم نفس النوم في فيلادلفيا، أن "توفير نوع من الإشغال العقلي المحايد للعقل قبل النوم يمكن أن يكون أكثر فعالية من ترك العقل يتجول في أفكار غير مرغوب بها".

وتشير ليا كايلور، وهي اختصاصية نفسية من لويزيانا، إلى أن التجربة أثبتت فاعليتها لدى الكثير من مرضاها، حيث ينجح معظمهم في النوم خلال فترة تتراوح بين 5 إلى 15 دقيقة بعد استخدام التقنية.

رغم فعالية "الخلط المعرفي"، إلا أن خبراء النوم يحذرون من بعض العادات التي قد تحد من أثره، مثل تناول الكافيين في وقت متأخر من اليوم، أو الإفراط في استخدام الشاشات قبل النوم، أو عدم الالتزام بجدول نوم منتظم.

لكن، وبغض النظر عن ذلك، فإن هذه الحيلة الذهنية تظل وسيلة سهلة وآمنة يمكن لأي شخص تجربتها دون تكلفة أو آثار جانبية.