شفق نيوز/ قال تقرير لموقع "PsyPost" البحثي، إن وسائل التواصل الاجتماعي تتهم اليوم بتأجيج الاستقطاب السياسي والعداء.
وبحسب التقرير، ذهب بعض المحللين إلى حد القول إنه في المناقشات عبر الإنترنت، "يُمكن لأي شخص أن يُصبح مُتصيدًا"، أي أن يتحول إلى مناظر مسيء وساخر.
ووفق العديد من الدراسات، إذا كان الأفراد يتصادمون بانتظام حول قضايا سياسية عبر الإنترنت، فإن هذا يرجع جُزئيًا إلى عوامل نفسية واجتماعية واقتصادية مستقلة عن المنصات الرقمية، وفقا للتقرير.
وبحسب استطلاع واسع شمل 15 ألف شخص من 30 دولة عبر القارات، كانت النتائج تُشير إلى أن الأفراد في البلدان غير المتكافئة اقتصاديًا والأقل ديمقراطية هم في أغلب الأحيان ضحايا للعداء عبر الإنترنت على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإهانات والتهديدات والمضايقات وما إلى ذلك.
التوجه نحو الهيمنة
ووجد الاستطلاع أيضًا أن الأفراد الذين ينغمسون أكثر في العداء عبر الإنترنت هم، أيضًا، أولئك الذين يرتبطون بأعلى درجات المخاطرة المدفوعة بالمكانة.
وتتوافق سمة الشخصية هذه مع التوجه نحو الهيمنة، أي ميل الشخص إلى السعي لإخضاع الآخرين لإرادته، على سبيل المثال من خلال التخويف، بحسب التقرير.
وتُظهر تحليلات مستقلة أخرى أن الهيمنة عنصر أساسي في سيكولوجية الصراع السياسي، لأنها تتنبأ أيضًا بمزيد من تبادل "الأخبار المزيفة" التي تسخر من المعارضين السياسيين أو تهينهم، والمزيد من الانجذاب إلى الصراع السياسي خارج الإنترنت، على وجه الخصوص.
وأضاف التقرير: "يبدو أن العداء السياسي عبر الإنترنت هو إلى حد كبير نتاج التفاعل بين شخصيات معينة وسياقات اجتماعية تقمع التطلعات الفردية".
وتابع التقرير: "الإحباطات المرتبطة بعدم المساواة الاجتماعية هي التي جعلت هؤلاء الناس أكثر عدوانية، ونشطت ميولهم لرؤية العالم من حيث: نحن مقابل هم".
تشوهات لا مفر منها
وعلى مستوى السياسات، إذا أردنا تحقيق إنترنت أكثر انسجاما (ومجتمعا مدنيا)، فمن المرجح أن نضطر إلى معالجة التفاوت في الثروة.
وقال التقرير إنه على الرغم من أن الدراسات تضع العداء السياسي عبر الإنترنت في منظوره الصحيح، إلا أنها لا تنكر على منصات التواصل الاجتماعي أي دور سببي في تأجيج الاستقطاب السياسي والعداء.
وبحسب التقرير، تسمح الشبكات الاجتماعية بنشر المحتوى بأمانة إلى ملايين الأشخاص على الفور، على عكس التواصل اللفظي، حيث تحدث تشوهات لا مفر منها، ولهذا السبب، فإنها تجعل من الممكن تضليل الملايين من الناس أو إثارة غضبهم بتكلفة قليلة جدًا.
وأضاف التقرير: "هذا صحيح سواء تم إنشاء المعلومات الكاذبة أو السامة عمدًا لتوليد الخلافات، أو ما إذا كان ذلك هو التأثير الجانبي غير المقصود للتحيزات السياسية لمجموعة سياسية معينة".
واختتم التقرير بالقول: "وفق تحليلات حديثة، فإن شبكات التواصل الاجتماعي لا تعمل كمرآة بقدر ما تعمل كمنظور مشوه لتنوع الآراء في المجتمع".