شفق نيوز- واشنطن

حذر باحثون من أن وسائل منع الحمل الهرمونية لا تقتصر آثارها على الصحة الإنجابية، بل تمتد لتشمل مناطق في الدماغ، مما يؤكد الحاجة إلى دراسات إضافية لفهم التأثيرات المحتملة لهذه الوسائل.

وقالت الباحثة في علم الأعصاب الإدراكي بجامعة رايس في هيوستن والباحثة الرئيسية في الدراسة، بياتريس برانداو: "تسلط هذه نتائج هذه الأبحاث الضوء على ما كان يُشتبه فيه منذ فترة طويلة، وهو أن وسائل منع الحمل لا تقتصر آثارها على الصحة الإنجابية، بل تمتد لتشمل مناطق الدماغ المسؤولة عن العواطف والذاكرة، الضرورية للصحة العقلية".

وأضافت: "لقد فوجئنا عندما لاحظنا أن النساء اللاتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية وطبقن استراتيجيات مثل التباعد أو إعادة التفسير تذكرن تفاصيل أقل عن الأحداث السلبية، وقد يكون هذا الانخفاض في استرجاع التجارب غير السارة ذا أثر وقائي في الواقع"، وفقاً لما نقله موقع صحيفة إكسبريس البريطانية (Express).

وأشارت الدراسة إلى أن وسائل منع الحمل الهرمونية قد تؤثر على تنظيم العواطف والذاكرة، خصوصاً فيما يتعلق بالتجارب السلبية. فقد تابع الباحثون 179 امرأة، نصفهن يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية، وأظهرت النتائج أن هذه المجموعة سجلت ردود فعل عاطفية أقوى، كما تذكرت تفاصيل أقل عن الأحداث السلبية عند استخدام استراتيجيات مثل التباعد أو إعادة التفسير، بينما ظلت الذاكرة العامة سليمة.

وتابعت برانداو: "هدفنا هو فهم كيف تؤثر الهرمونات التناسلية – سواء الطبيعية أو الصناعية – على الصحة العاطفية، حتى تتمكن النساء من اتخاذ قرارات أكثر وعياً بشأن صحتهن الإنجابية والعقلية".

وتبقى حبوب منع الحمل الشكل الأكثر شيوعاً لوسائل منع الحمل، إذ ثبتت فعاليتها بنسبة تزيد عن 99%. غير أن لها بعض الآثار الجانبية المعروفة، مثل الغثيان، وألم الثدي، وتقلبات المزاج، والصداع.

ويشير بعض النساء إلى زيادة الوزن أثناء استخدامها، عادة بسبب احتباس السوائل أو زيادة الشهية، إلا أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) تؤكد عدم وجود دليل علمي يثبت تسببها في زيادة الوزن، إذ فشلت عقود من الأبحاث في إثبات هذا الأثر الجانبي بشكل قاطع، بحسب ما نقل موقع ديلي ميل (Daily Mail).

أما الآثار الجانبية النادرة فتشمل تشكل جلطات الدم، إلى جانب ارتفاع طفيف في خطر الإصابة بسرطاني الثدي وعنق الرحم.

وتُظهر الإحصاءات أن نحو ثلاثة ملايين امرأة في المملكة المتحدة يستخدمن حبوب منع الحمل، بينما تلجأ أكثر من 11 مليون امرأة في الولايات المتحدة إلى وسائل منع الحمل الهرمونية.