شفق نيوز/ علق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم
الاثنين، على قضية توقيف مؤسس تطبيق تليغرام بافيل دوروف، في مطار لوبورجيه قرب
باريس، وذلك بعد أيام من الصمت الفرنسي المطبق
ففي تغريدة نشرها على حسابه بمنصة إكس، اليوم الاثنين،
أكد ماكرون أن كل ما أشيع حول هذا التوقيف مجرد شائعات كاذبة ومعلومات مغلوطة.
كما أوضح أن دوروف اعتقل على الأراضي الفرنسية بناء على
تحقيق قضائي مستمر، وليس بقرار سياسي على الإطلاق، مضيفا أن الحكم في تلك القضية
متروك للقضاء.
حرية التعبير
إلى ذلك، شدد على أن بلاده ملتزمة بحرية التعبير والتواصل
والابتكار وريادة الأعمال، لافتاً إلى أن فرنسا دولة تحكمها سيادة القانون، وتدعم
الحريات ضمن إطار قانوني، سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو في الحياة الواقعية.
وكانت روسيا وجهت انتقادات لاذعة إلى السلطات الفرنسية
على خلفية توقيف الملياردير الروسي، منقدة تكميم الأفواه والتعدي على حرية
التعبير.
مذكرة تفتيش
وكان دوروف أوقف بموجب مذكرة تفتيش أصدرها بحقه محققون
فرنسيون على خلفية انتهاكات مختلفة منسوبة لتطبيق المراسلة المشفرة، من بينها عدم
اتخاذ إجراءات ضد الاستعمال المسيء للتطبيق، وفق ما أفادت مصادر مطلعة.
وقال مصدر مطلع على الملف إن دوروف كان آتيا من باكو
(أذربيجان) وأنه كان سيقضي المساء على الأقل في باريس حيث كان مقررا أن يتناول
العشاء، حسب رويترز.
يذكر أن المحادثات على تليغرام الذي يستخدمه ما يقرب من
مليار شخص، تخضع للتشفير. ويشيع استخدام هذا التطبيق في روسيا وأوكرانيا وجمهوريات
الاتحاد السوفيتي السابقة.
كما أنه مصنف واحدا من منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية
بعد فيسبوك ويوتيوب وواتساب وإنستغرام وتيك توك ووي تشات.
أسسه مع شقيقه
وأسس دوروف، المولود في روسيا ويحمل الجنسية الفرنسية،
تطبيق تليغرام مع شقيقه في 2013.
ثم غادر الرجل الذي تقدِّر مجلة فوربس ثروته بنحو 15.5
مليار دولار ، روسيا في 2014 بعد رفضه الامتثال لمطالب بإغلاق مجموعات المعارضة
على منصته (في.كيه) للتواصل الاجتماعي والتي باعها لاحقا.
فيما عمدت السلطات الروسية إلى حجب تليغرام في 2018 بعد
أن رفض التطبيق الامتثال لأمر قضائي بمنح أجهزة أمن الدولة إمكانية الوصول إلى
المحادثات المشفرة لمستخدميه.
وتسبب هذا الإجراء في انقطاع العديد من خدمات الطرف
الثالث، لكن لم يكن له تأثير يذكر على توافر خدمات تليغرام هناك.
مع ذلك، أثار أمر الحظر احتجاجات حاشدة في موسكو
وانتقادات من المنظمات غير الحكومية.
ساحة معركة افتراضية
ثم تحول تليغرام بعدما شنت روسيا غزوها لأوكرانيا في
2022، إلى المصدر الرئيسي للمحتوى الذي لا يخضع لرقابة، وفي بعض الأحيان المضلل،
من كلا الجانبين بشأن الحرب والسياسات المحيطة بالصراع.
كما أضحت المنصة وفق ما يسميه بعض المحللين "ساحة
معركة افتراضية" للحرب، ويستخدمها بكثافة الرئيس الأوكراني فولوديمير
زيلينسكي والمسؤولون في بلده، وكذلك الحكومة الروسية.
كذلك أصبح تليغرام، الذي يسمح للمستخدمين بالتهرب من
التدقيق الحكومي، أيضا أحد المنافذ القليلة التي يمكن للروس من خلالها الوصول إلى
الأخبار المستقلة حول الحرب بعد أن زاد الكرملين القيود المفروضة على وسائل
الإعلام المستقلة في أعقاب غزوه لأوكرانيا.
لكن تنامي شعبية هذا التطبيق دفعت عدة دول في أوروبا منها
فرنسا للتدقيق بشأنه بسبب مخاوف أمنية وقلق من اختراق البيانات.