شفق نيوز/ اضطرت الحكومة الهندية إلى إلغاء اختبار عما يفترض أنه اكتشاف لـ"القدرات العجيبة" للأبقار الهندية تحديداً، وأن حليبها يمكن أن يدر ذهباً و"بولها وروثها" له قدرات علاجية لشفاء الأمراض.
وذكرت صحيفة التايمز البريطانية، أن الحكومة الهندية تعرضت لانتقادات بعد إعلانها عن إجراء اختبار أطلقت عليه اسم "علوم البقر"، مما دفعها إلى تأجيل إجرائه إلى أجل غير مسمى.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فان الاختبار الذي أعلنت السلطات عن تأجيله، تسبب بإحباط أكثر من نصف مليون هندي، خاصة أنهم كانوا يستعدون لاختبار معلوماتهم حول كيفية أن الأبقار الهندية يمكن أن تدر حليباً مخلوطاً بالذهب، وكذلك القوى العلاجية "لروثها وبولها".
وهذا الاختبار الإلكتروني الذي تبلغ مدته ساعة واحدة، كان من المفترض أن يكون أول اختبار لمنهج جديد طرحته الحكومة الهندية الهندوسية، لكن بعد اعتراض الجامعات وقولها إنه شجع على انتشار هرطقات غير علمية، تأجل "لأسباب إدارية".
وفيما يعتقد الهندوس أن الأبقار حيوانات "مقدسة"، لكن المتشددين منهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك، ليؤكدوا أن الأبقار في الهند تتمتع بقوى علاجية وعلمية استثنائية، حيث اكتسبت هذه المعتقدات شعبية منذ أن وصل ناريندرا مودي، رئيس الوزراء الهندي، وحزبه بهاراتيا جاناتا، إلى السلطة عام 2014.
ويزعم المسؤولون في حزب بهاراتيا جاناتا، أن "روث" البقر يحمي من الإشعاع، وأن البقرة هي المخلوق الوحيد على الأرض الذي يستنشق ويزفر أكسجين، وأن الأبقار الهندية "نشيطة ومحبة للبشر"، عكس السلالات الأوروبية والأميركية التي لا تملك "أياً من هذه المشاعر وكسولة".
جدير بالذكر أن أعضاء الحزب سبق أن اعتمدوا مجموعة من الصابون والمشروبات الصحية التي يدخل في مكوناتها روث وبول الأبقار، فيما اقترح مسؤولون بالحزب الحاكم استبدال البقرة مكان النمر، لتصبح حيوان الهند الوطني.
يشار إلى أن تقديس الأبقار تطور أيضاً في سياسات الحزب الحاكم، إذ اتخذ حزب بهاراتيا جاناتا بعض الإجراءات المشددة في تجارة لحوم الأبقار وجلودها، التي يهيمن عليها المسلمون، حيث دأبت عصابات مسلحة يطلق عليها "فرق حماية البقر"، على اعتراض طريق الشاحنات للتفتيش عن الماشية المهربة، ويُنتزع العديد من المسلمين من سياراتهم ويتعرضون للضرب أو القتل بسبب ذلك.
إضافة إلى ذلك، فقد أسست الحكومة "لجنة وطنية" للأبقار عام 2019؛ لتعزيز هذه الآيديولوجية، وكانت اللجنة قد أعلنت عن هذا الاختبار، وكشفت النقاب عن منهج جديد زعمت أنه "يشعل الفضول في جميع الهنود عن الأبقار، والفرص التجارية غير المكتشفة التي يمكن أن تقدمها أي بقرة، حتى بعد توقفها عن درّ الحليب".
وفضلاً عن ذلك فقد كان هناك أكثر من 500 ألف طالب يستعدون لأداء الامتحان لكن الجامعات قاومت ضغوط الترويج له.
في المقابل قالت إحدى الهيئات الأكاديمية بولاية كيرالا، إن هذا المنهج الجديد يعزز الفكر القومي الهندوسي على حساب المنهج العلمي وبالتالي فهو خطوة "بغيضة".
غير أن رئيس اللجنة الوطنية للأبقار، فالابهبهاي كاثريا، أكد أنه "لا يوجد ما هو غير علمي" في الامتحان، وقال إنه سيستمر.