شفق نيوز/ مع حلول فصل الشتاء، بدأت أُسر السليمانية بإقليم كوردستان بتعطير أجوائها المنزلية بالبخور، وهو ما أنعش أسواقها.
وتشهد الأسواق إقبالاً على شراء البخور بأنواعها ومصادرها المختلفة، وتهتم السيدات دائمًا بأن تكون رائحة المنزل مميزة، وتستخدم في سبيل ذلك الكثير من المعطرات وسوائل التنظيف المعطرة، ولكن الرائحة لا تدوم وسرعان ما تتلاشى في الهواء، لذلك يُنصح باللجوء إلى استعمال البخور لتعطير المنزل.
ويقول تاجر البخور، بريز مصطفى لوكالة شفق نيوز، إن "هناك 4 أنواع رئيسية للبخور منها؛ الخليجية والسعودية والاماراتية والصينية، ولكن الطلب يزداد على البخور السعودية لرائحتها الزكية وبقائها في الجو أكثر وعدم تأثيرها على الأطفال أو المصابين بأمراض الربو".
ويضيف أن "أهالي السليمانية من محبي البخور، وهذا العام في الشتاء زاد الطلب عليها لإضفاء اجواء لطيفة ورائحة طيبة ودفع البلاء والمرض".
ويردف مصطفى بالقول، "بالحقيقة منذ 15-20 عاماً، نعمل في مهنة بيع البخور، ومنذ سنة أصبحت أسواقنا رائجة أكثر، بسبب اندماج التقاليد العربية مع الكوردية، وانتشار الاعلانات عنها، فهي تستخدم لتزكية البيوت بالرائحة الطيبة، ومنها من يستخدمها في المواسم الدينية مثل رمضان، وكذلك لزينة البيت أيضاً لتضيف جمالية فيها".
فيما يقول سوران سعيد وهو خبير بخور، "حسب معتقدات الناس، فمنهم يستخدم البخور لدفع البلاء والحسد والعين، وآخرون لأنّه ينزّل الخير والملائكة، ويستعمل داخل البيت لتغيير الأجواء بطيبته، ويستخدم قديماً منذ زمان أجدادنا، خصوصاً رائحة المسك، فهو يعود للحضارة العربية".
ويضيف، "تتوفر أفضل أنواعه في الأشجار التي يصل عمرها إلى 150عاماً، ويستخرج العود بعد قطع الأشجار في فصل الشتاء، حيث يقوم المختصون بتقطيع الأشجار واستخراجه من جذور الأشجار، وذلك في موسم الجفاف، وتكون الطريقة التقليدية، بفصل قطع الأشجار المصابة عن غيرها، حيث يقوم العاملين بتطهير القطع المصابة، ثم يستعملون بعض الأجهزة لاستخراج العود من أجزاء الأشجار الغير مصابة، والقطع المتصلة بالعود الغير خشبية.
وبعد انتهاء تنظيف جميع القطع وتلميعها، تستعمل أداة تشبه المَبْرَد الحاد، وذلك لقصّ قطع من العود اللامع ويتم الاحتفاظ بالبقايا لصناعة ما يعرف بدهن العود، وفق سعيد.
وتابع بالقول، "ثم يفرز المختصون هذه الأخشاب باعتبار أوزانها وألوانها، ليتم تصنيف أنواع العود وتقسيمه إلى: أخشاب الدبل السوبر و القطع ثقيلة الوزن سوداء اللون".
اما خانم محمد وهي مواطنة، فتؤكد، "أحببت في هذا الموسم، وخصوص في ايام الجمع و ايام المناسبات ، أن تكون رائحة منزلي طيبة بنوع من البخور الجديد، حتى يضيف لنا أجواء طيبة في بيتنا، وروحاً تتقبل الطاعات بهدوء وسكينة وراحة بال".