شفق نيوز/ يمارس العراقيون في أيام الأعياد والمناسبات عادات وتقاليد داخل الأسر، وأهما حلويات العيد أو ما يعرف بـ(كليجة العيد) التي تقدم للضيوف وأفراد الاسرة.
وتتربع (الكليجة) على قائمة حلويات العيد في العراق، وهي الأثر المتجذر والمتوارث رغم الحداثة، والتي تتميز بطعمها الشهيّ والطريّ ولهذا السّبب انتشرت طريقة عمل الكليجة العراقيّة إلى دول العالم المختلفة.
و"الكليجة" عبارة عن عجينة يتمّ حشوها بالتمر مع مجموعة من البهارات مثل الهيل والزنجبيل، أو بحشوات أخرى مثل جوز الهند مع الهيل والسكّر، أو السمسم مع الهيل والسكّر، وأيضاً حشوة الفستق الحلبي، ثم تخبز بالفرن، وتقدم إلى جانب الشاي أو القهوة.
ويبدأ إعداد الكليجة قبل يوم أو يومين من حلول العيد، حيث تتحوّل المنازل والأفران إلى ورش عمل كبيرة لطبق "الكليجة"؛ فيجتمع جميع أفراد الأسرة لاسيما النساء، ويتم توزيع الأدوار فيما بينهن حتى آخر طقس وهو وضعها في الفرن للشواء داخل المنزل أو إرسالها إلى أحد الأفران في المنطقة.
وتستغرق عملية إعداد عجينة "الكليجة" ما بين ثلاث إلى سبع ساعات بحسب الكمية المعدة، وتوفّر الفرن المناسب.
ورغم تشابه طريقة إعدادها في كل البيوت والمحال، لكن هناك فروقات بسيطة في عملية إضافة المكونات، أو كما يقال "روح صانعها"، فإذا كانت روحه جميلة كان الطبق مثلها تماماً.
وكالة شفق نيوز التقت بصاحبة معمل معجنات وحلويات في كربلاء للحديث عن أسرار صناعة (الكليجة) ونكهاتها المختلفة.
تقول صاحبة المشروع، أم سدن، إن "اكثر أنواع الكليجة طلبا هي كليجة التمر، إضافة إلى الحلقوم والجوز والسمسم والمبروش وأخيرا دخل إلى هذه القائمة الفستق الحلبي".
وأوضحت أم سدن، إن "الكليجة تتكون من الطحين والدهن النباتي أو الحيواني (الدهن الحر) وسكر، وتُعجن في الحليب، وتخمّر لفترة قليلة، ومن ثم يتم تقطعيها على أشكال فنية مختلفة، حسب الرغبة وبالحشوات التي يفضلونها".
وعن تأثير الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد على شراء كليجة العيد، أكدت أم سدن، أن "غلاء المعيشة تسبب في قلّة الطلب عليها، وهذا ما تم ملاحظته مؤخرا، لكن بعد أن خفضّنا أسعار الكليجة وغيرها من المعجنات زاد الاقبال وبشكل كبير، خاصة على الكليجة، كونها الطعام الأبرز الذي يرمز للعيد".
وأشارت إلى أن "بعض المواطنين يعانون من مرض السكري أو لديهم نظام صحي خاص، مثل أصحاب الدايت (الرجيم)، فؤلاء يطلبون انواعا خاصة من الكليجة".
وبينّت، أنه "في أيام الأعياد تكثر الزيارات العائلية أو خروج العوائل من البيت، لهذا يزداد لدينا الطلب على أكلات سهلة التحضير وسريعة، من بينها المعجنات من فطائر ولحم بعجين وميني بيتزا فضلا عن البورك، وهناك من يطلب الكبة (تمن أو برغل)".