شفق نيوز / طالبت برلمانية من حزب "إخوة إيطاليا" الذي تتزعمه، رئيسة الوزراء الحالية جورجيا ميلوني، بعدم عرض فيلم وثائقي عن صعود بينيتو موسوليني للسلطة في مدارس البلاد، فيما بينت أنه يقارن بين مؤسس الفاشية ورئيسة الوزراء الحالية.
ووفقا لما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، وجهت البرلمانية، كيارا لا بورتا، نداء مكتوب إلى وزير التعليم الإيطالي، جوزيبي فالديتارا، بشأن فيلم "الزحف إلى روما"، وهو فيلم وثائقي للمخرج الأيرلندي الشمالي، مارك كوزينز، الذي رأت انه يحتوي على دعاية مناهضة للحكومة، ولا ينبغي أن يشاهده التلاميذ خلال ساعات الدراسة.
وقالت لابورتا إن الفيلم أجرى مقارنة خادعة بين خطاب أول سيدة تصل إلى سدة رئاسة الحكم في إيطاليا وبين "بروباغندا" موسوليني في عشرينيات القرن الماضي.
ويتناول الفيلم، الذي عُرض في مهرجان البندقية السينمائي، أساليب الدعاية التي استخدمها الزعيم الفاشي موسوليني، ويقارنها مع أساليب "قادة من اليمين" في أنحاء مختلفة في العالم مثل الرئيس الروسي،فلاديمير بوتين، وزعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبان، والرئيس البرازيلي السابق، غايير بولسونارو.
وركز الفيلم بشكل خاص على فيلم دعائي بعنوان "إن نوي!"، وهو فيلم دعائي أنتج في العام 1923، وقد أخرجه، أمبرتو باراديسي، الذي بالغ في حجم وشعبية المسيرة التي مكنت موسوليني من الاستيلاء على السلطة قبل 100 عام تقريبًا من الانتخابات الديمقراطية لميلوني.
و"الزحف إلى روما" هي تظاهرة جماهيرية منظمة كانت قد انطلقت في أكتوبر من العام 1922، أسفرت عن تصاعد قوة موسوليني وحزبه القومي الفاشي، ووصوله إلى السلطة في مملكة إيطاليا آنذاك.
"فيلم متحيز"
وقالت لابورتا: "أجد أنه من غير المناسب ومن المخزي بشك فج أن يشاهد التلاميذ أفلاما متحيزة وغير تعليمية مثل هذه".
وأوضحت أنها كانت على دراية بعرض الفيلم لطلاب في بعض المدارس الثانوية خلال ساعات الدراسة، مطالبة وزير التعليم باتخاذ الخطوات الضرورية لضمان عدم اتباع المدارس الأخرى نفس الطريق.
وأثارت تلك الدعوة انزعاج المعارضة من يسار الوسط، إذ قالت البرلمانية عن الحزب الديمقراطي، إيرين مانزي، إن مبادرة زميلتها هي محاولة للترهيب.
وأردفت: "ربما ينبغي عليهم التفكير في أشياء أكثر جدية بدلاً من محاولة فرض رقابة على الأدوات التي تمكن الناس من تكوين آرائهم".
وكان موسوليني غير متسامح مع النقد، حيث عمد إلى ترهيب الصحافة من خلال اعتقال المحررين الليبراليين وإزالة المنشورات الإعلامية غير المرغوب فيها، وذلك عن طريق إقناع المحافظين بمصادرتها أو باستخدام فرق "القمصان السوداء" لحرقها.
ولطالما شددت ميلوني على أنها تبلغ من العمر 46 عاما فقط، وبالتالي لا علاقة لها على الإطلاق بالفاشية التاريخية.
وكان أنصارها قد اشتبكوا لفظيا بالفعل مع المخرج، مارك كوزينز، عندما عرض فيلمه في البندقية في نهاية أغسطس.
وقالت دانييلا سانتانشي، التي تشغل الآن منصب وزيرة السياحة، في ذلك الوقت: "لم أر وجه ميلوني في الأفلام الوثائقية التاريخية، لم تكن موجودة".
وفي المقابل، اعتبر كوزينز أن مشاركة ميلوني الفعالة في تجمع لحزب "فوكس"الإسباني المتطرف بمدينة ماربيا خلال شهر يونيو، وهجومها الشديد على مجتمع الميم واستحضارها لـ "مركزية الصليب المسيحي"، يذكر بـ"حماسة الحروب الصليبية في القرن الحادي عشر."
وشدد كوزينز على فيلم "إن نوي"، يعد مصدرا من مصادر التصدي لسياسات اليمين المتطرف، معتبرا أن أفكار ميلوني "خطيرة للغاية".
وفي سياق ذي صلة أكد زعيم حزب اليسار الإيطالي، نيكولا فراتوياني، أن مطالبة لابورتا بمنع عرض الفيلم في المدارس سخيفة ومثيرة للقلق.
وأردف:"بضع ساعات من الدروس حول أولئك الذين دمروا بلادنا بالديكتاتورية، ثم جعلوها تابعة للنازيين سيكون مفيدًا.. ليس فقط للتلاميذ، ولكن أيضًا لعدد من السياسيين".