شفق نيوز/ حذرت دراسة علمية جديدة من ارتفاع نسبة أكاسيد الحديد "الصدأ" في أنهار ألاسكا إلى مستويات قاتلة وحولتها إلى اللون البرتقالي، بسبب التغير المناخي الذي أدى إلى ذوبان التربة الصقيعية.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الباحثين الذين أعدوا الدراسة اكتشفوا أن أكاسيد الحديد الناتجة عن ذوبان خام المعادن المتجمد منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى حمض الكبريتيك الناتج عن العملية نفسها، جعلت المياه العذبة في ألاسكا لاذعة مثل الخل، ما أدى إلى اسوداد الغطاء النباتي ونفوق الأسماك.
ويؤثر النهر البرتقالي هذا، على الحياة المائية ويخنقها ويحرقها، ويهدد صحة وسبل عيش المجتمعات المحلية القريبة.
وقال عالم الكيمياء الجيولوجية تيموثي ليونز، المعد المشارك في الدراسة، لموقع "ديلي ميل"، إنه "في الأساس، يمكن أن تحدث هذه العملية (من الناحية النظرية) في أي مكان توجد فيه هذه الأنواع من الصخور تحت التربة الصقيعية. وهذه ليست صخورا استثنائية، إنها ما نسميه الصخر الزيتي، وتحتوي على معادن مثل البيريت وكبريتيد الحديد، التي يمكن أن تتأكسد".
وأعادت التربة الصقيعية في ألاسكا، التي ظلت متجمدة صلبة لعشرات وأحيانا مئات الآلاف من السنين، تنشيط البكتيريا القديمة وأطلقت هذه المعادن غير النشطة في الأنهار.
وقال ليونز: "إنها ميكروبات يمكنها العيش في ظل ظروف درجة حموضة منخفضة للغاية، وتلعب دورا رئيسيا في أكسدة الحديد وأكسدة الكبريت، وتوليد هذه الأحماض. ويتم تحفيز الكثير من هذه التفاعلات من خلال ذوبان الجليد في الأراضي الرطبة".
ووثّق فريق البحث، باستخدام التقارير الميدانية والصور عالية الدقة من أقمار IKONOS الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، 75 جدولاً و41 منطقة رطبة نهرية عبر ألاسكا تحولت إلى اللون البرتقالي بسبب هذا التحمض.
وتمتد المشكلة الآن من حوض نهر نواتاك السفلي في ألاسكا في الغرب، إلى محمية الحياة البرية الوطنية في القطب الشمالي في الشمال الشرقي.
وقال المعد للمؤلف الرئيسي للدراسة، جون أودونيل، إن ما يحدث في هذه الأجزاء من ألاسكا من المرجح أن ينتشر ويستمر حتى تتخذ الحكومات إجراءات بشأن تغير المناخ.
وأضاف: "مع استمرار ارتفاع درجة حرارة المناخ، نتوقع أن تستمر التربة الصقيعية في الذوبان، وبالتالي أينما توجد هذه الأنواع من المعادن، هناك احتمال أن تتحول الجداول إلى اللون البرتقالي".
وقال ليونز إن تحمض هذه الأنهار يشبه مشكلات التلوث المعروفة التي تحدث عندما تتدفق معادن وخامات معدنية مماثلة إلى الأنهار، كجزء من التلوث الناجم عن مشاريع التعدين القريبة.