جون ما غوفولي أو "البلدوزر" كما تلقبه وسائل الإعلام التنزانية، دفعته انتقادات واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015 حين تولى الرئاسة إلى الكشف عن راتبه الشهري، وهو أمر بالغ الحساسية بالنسبة لرؤساء الحكومات، لكن تهم "إهدار المال العام" التي واجهها مع مسؤولين في حكومته جعلته يكشف عن راتبه البالغ 9 ملايين شلن تنزاني (4 آلاف دولار أميركي)، خلال كلمة ألقاها أمام مسؤولين محليين في العاصمة التنزانية دودوما، ليكون بذلك أقل الزعماء الأفارقة راتباً، بحسب وكالة رويترز، وهو أجر اعتبرته تقارير إعلامية "الأقل دخلاً من بين رؤساء دول العالم"، مقارنة برئيس أوروغواي السابق الأشهر خوسيه موخيكا، الذي يلقب "بأفقر رئيس في العالم"، حيث كان يتقاضى راتباً شهرياً مقداره 12 ألف دولار أميركي.
خفض رواتب المسؤولين
في خطابه الذي ألقاه وأسهم في زيادة شعبيته، قال ماغوفولي، "خفضت رواتب كبار مسؤولي الشركات الحكومية إلى 15 مليون شلن تنزاني (5700 دولار أميركي) شهري، وهو رقم يتجاوز راتب رئيس الدولة". ورداً على امتعاض بعضهم أجاب: "بإمكانهم الرحيل إن كانوا لا يريدون هذا الراتب".
ويرى الرئيس التنزاني المولود عام 1959، والمنحدر من عائلة ريفية لأب مزارع، أن اختلاس المال العام بات منتشراً في البلاد قبل توليه مقاليد الحكم، لكنه وقف بقرارات حازمة تجاه المصاريف الباذخة من وزراء الحكومة، بعد أن وضع قيوداً على سفر المسؤولين إلى الخارج، وخفض عدد الوزراء، وحد من المؤتمرات التي تقام في الفنادق عالية الكلفة، كما أمر أيضاً باستخدام 100 ألف دولار خصصت لافتتاح البرلمان، في شراء أسرّة لأكبر مستشفى في تنزانيا، بعدما وجد المرضى ينامون على الأرض، وكان رده على المعترضين: "لا يمكننا فعل هذا أو زيادة الرواتب، هناك كثير من المواطنين يعانون نقصاً في المياه والرعاية الصحية والكهرباء".
جمع القمامة
لا يبدو أنك شاهدت يوماً رئيس دولة أو ملكاً يشارك شعبه تنظيف الشوارع وحمل أكياس القمامة من قبل، لكن الرئيس التنزاني فعل هذا خلال حملة كبرى لتنظيف شوارع العاصمة القديمة "دار السلام"، وكانت المناسبة حينها هي احتفالات عيد الاستقلال في التاسع من ديسمبر (كانون الأول)، إذ كان من المقرر أن يحدث احتفال ضخم في باحة كبرى وسط أهازيج المؤيدين والأنصار، لكن ماغوفولي رفض كل هذه المظاهر، وآثر النزول إلى الشوارع وتنظيفها بعد أن أصدر قرار إلغاء الاحتفال بـ "يوم الاستقلال"، وجعل اليوم المصادف له يوماً وطنياً للنظافة، ونالت مشاهد الرئيس وهو يحمل النفايات اهتمام كثير من الناس والقنوات.
قرارات غريبة ومثيرة
بائع الحليب والسمك في صغره من أجل قوت عائلته، يُعرف أيضاً بقراراته المثيرة والغريبة، كمنع الفتيات الحوامل من مواصلة الدراسة حتى بعد عملية الوضع، الأمر الذي أثار استياء منظمات حقوق الإنسان، لكنه ظل متمسكاً بقراره.