شفق نيوز/ تشهد دول جنوب وجنوب شرق آسيا ارتفاعاً قياسياً في درجات الحرارة دفعت مواطنيها إلى الاحتماء بكل ما هو متوفر لاتقاء أشعة الشمس، فيما اضطر آخرون إلى منح أطفالهم إجازة من المدارس خشية على صحتهم، في وقت من السنة عادة ما يمتاز بغزارة الأمطار.
ووفقاً لوكالة "فرانس برس" للأنباء، فقد سجلت بنغلادش أعلى درجة حرارة منذ ما يقرب من 60 عامًا في الأسبوع الماضي، بينما توفي في الهند ما لا يقل عن 13 شخصًا بسبب ضربات الشمس بالإضافة إلى اثنين في تايلاند، بحسب لوسائل الإعلام المحلية.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن ميكاكو نيكولز، قولها وهي تحتمي من أشعة الشمس بمظلة بالقرب من متنزه لومبيني في بانكوك "الجو يزداد سخونة عامًا بعد عام".
الاحتباس الحراري
ويقول العلماء إن ظاهرة الاحتباس الحراري تؤدي إلى تفاقم الأحوال الجوية السيئة.
وحذر تقرير حديث للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن "كل زيادة في الاحتباس الحراري ستزيد المخاطر المتعددة والمتزامنة".
وقالت نيكولز إن موجة الحر التي تلفح بانكوك هي الأكثر سخونة خلال خمس سنوات، وإنها تحاول البقاء في الداخل أو في الظل.
وقالت إدارة الأرصاد الجوية التايلاندية، اليوم الأربعاء، إن درجات الحرارة بلغت 44,6 درجة مئوية في مقاطعة تاك الغربية يوم 15 نيسان/ أبريل، محذرة من أن موجة القيظ ستتواصل الأسبوع المقبل.
وقال نائب المدير العام للإدارة تاناسيت إيمانانتشاي "من المحتمل أن حرارة الجو هذا العام تفاقمت جراء نشاط البشر".
وتشهد المملكة عادة موجة من الطقس الحار قبل موسم الأمطار، لكن سطوع الشمس أقوى هذه السنة.
مخاطر صحية تهدد المسنين والفقراء
وقال العالم فهد سعيد، المسؤول عن معهد تحليل سياسات المناخ الإقليمي إن "الحرارة القياسية هذا العام في تايلاند والصين وجنوب آسيا هي اتجاه مناخي واضح وستطرح تحديات لأنظمة الصحة العامة لسنوات مقبلة".
وحذر من أن درجات الحرارة المرتفعة ناتجة عن تغير المناخ وأن تأثير ذلك على الضعفاء والمسنين ومن يعانون من مشكلات صحية سيكون وخيماً.
وقال سعيد المقيم في باكستان إن "الحرارة الشديدة التي شهدناها خلال الأيام القليلة الماضية ستضرب الفقراء أكثر من غيرهم. قد تمثل حتى تهديدًا لحياة أولئك الذين لا يستطيعون الحصول على وسائل التبريد أو المأوى المناسب".
والوضع مماثل في بورما حيث قال كو ثيت أونج وهو سائق سيارة أجرة في العاصمة التجارية يانغون إن الحرارة أسوأ مما كانت عليه في السنوات السابقة.
وقال الرجل البالغ من العمر 42 عاماً "لا أستطيع القيادة إذا كانت درجة الحرارة شديدة الارتفاع خلال النهار".
الصلاة من أجل المطر
وفي بنغلادش، تجمع المئات في العاصمة دكا هذا الأسبوع للصلاة من أجل هطول الأمطار بعد أن بلغت درجات الحرارة 40,6 درجة مئوية وهي الأعلى منذ ستينيات القرن الماضي.
وقال قائد الشرطة أبو الكلام آزاد "أقاموا صلاة الاستسقاء، كما تضرعوا لله أن يلطف بهم ويخفف درجات الحرارة ويحميهم من موجة الحر".
ويتأثر البلد المنخفض كثيرًا بتغير المناخ ويعاني من هطول أمطار غزيرة غير منتظمة تتسبب بسيول وفيضانات مدمرة.
ضحايا ضربات الشمس
وشهدت الهند المجاورة لبنغلادش مصرع 13 شخصًا على الأقل بسبب ضربة شمس في حفل توزيع جوائز أقيم في الخارج في غرب البلاد الأحد، في وقت قالت فيه هيئة الأرصاد الجوية إن أجزاء من شمال وشرق الهند تشهد حرارة أعلى من المعتاد بنحو ثلاث إلى أربع درجات.
وقالت أورميلا داس المقيمة في مدينة غواهاتي في شمال غرب الهند إن عائلتها تعاني في ظل هذه الظروف القاسية.
وقالت المرأة البالغة من العمر 42 عامًا "لسنا معتادين على هذا النوع من الحر"، موضحة أنها لم ترسل أطفالها إلى المدرسة خوفًا عليهم.
وأضافت "في العادة، تهطل أمطار في هذه المنطقة اعتبارًا من منتصف آذار/مارس، لكن المطر لم يهطل هذه السنة. إنه أمر صعب جدًا".
وقال سومو بسبارو الذي يعمل في الخارج لتوصيل الإمدادات إلى المتاجر إن "الانتقال وتسليم البضائع صار أمرًا بالغ الصعوبة. لا أتذكر أنني اختبرت درجات حرارة مثل هذه في الماضي القريب".