تحيي بلدان المغرب العربي يوم عاشوراء من خلال الاحتفالات ومظاهر الابتهاج والفرح. وتتميز بلدان شمال إفريقيا، التي حكمتها في السابق سلالات شيعية، عن باقي البلدان مثل العراق وإيران والهند ولبنان، بالاحتفال بالذكرى عوض الحزن وإقامة مجالس العزاء. ويرى باحثون في علم الاجتماع أن أسباب الاحتفال بهذه المناسبة لها جذور تاريخية داخل هذه البلدان، التي انصهرت فيها المكونات السنية والشيعية والأقليات اليهودية على مدى قرون. عاشوراء في المغرب يسمى يوم عاشوراء في المغرب "زمزم". وفي هذا اليوم، يقوم المحتفلون برش بعضهم البعض بالماء. ويعقب عاشوراء ما يسمى بـ"ليلة الشعالة"، إذ يرقص الرجال والنساء حول النار وهم يرددون أهازيج شعبية، بينما تقدم الأسر الزكاة أو عشر أموالها للفقراء. ويخرج الأطفال والشبان، خصوصا داخل الأحياء الشعبية، إلى الشوارع لرش المارة بالمياه، وتشتد المعركة مع مرور الساعات الأولى من الصباح. ومن يرفض الاحتفال بماء "زمزم"، أو يظهر احتجاجه قد يتعرض لفيضان من المياه، فالعشرات من المتطوعين يتربصون بالجميع، ولا يقبلون الاحتجاج ضد هذه العادة السنوية. بعد منتصف النهار، يتوج "صباح زمزم"  بوجبة "الكسكس المغربي". لكن هذا الطبق يكتسي طعما غير عادي. فاللحم المخزن من أضحية عيد الأضحى، أو ما يسمى بـ"القديد" يستعمل خاصة في هذا اليوم، وفي هذا الطبق بالذات. وفي تفسير ظاهرة رش المياه، يرى الباحث المغربي في علم الاجتماع علي شعباني، أن السبب "يرجع إلى قدسية الماء لدى الشعب المغربي، إذ إنه يطهر الإنسان من الخطايا والذنوب، ولا يتوقف الرش عند الإنسان فقط بل يشمل الأراضي الزراعية والماشية". ويضيف شعباني أن "رمزية المياه لدى اليهود في شمال إفريقيا لها دلالة خاصة، فقد نجوا في يوم عاشوراء من قبضة فرعون بفضل مياه البحر التي أنقذتهم وأغرقت فرعون وجنوده". ​شاهد فيديو الاحتفال بعاشوراء في المغرب:
[embed]http://www.youtube.com/watch?v=fZt31TeDUo4[/embed]   في الجزائر يحرص المحتفلون في هذا اليوم على زيارة أضرحة الأسياد. وقد ارتبط إحياء يوم عاشوراء عند الجزائريين بإخراج زكاة الأموال. ورغم أن الزكاة ليست مرتبطة بشهر معين، إلا أن الجزائريين يقدمونها بمناسبة "عاشوراء"، ويسمونها "العواشر" أو "العشور"، وتعني تزكية عُشر المال. ومن الأطباق المشهورة في الجزائر في هذه المناسبة "الكسكس بالدجاج" و"الرشتة بالدجاج" و"الشخشوخة بالدجاج"، وهي تختلف بين مدينة وأخرى. وتعتبر مدينة وادي سوف الصحراوية أشد المناطق تمسكا بعاشوراء، إذ تبدأ الاحتفالات من أول أيام محرم إلى الـ10 منه. شاهد فيديو الاحتفال بعاشوراء في الجزائر:
[embed]http://www.youtube.com/watch?v=KPKJ_sjsUXc[/embed]   الثقل التاريخي ويرجع الخبير الجزائري في علم الاجتماع مصطفى راجعي سبب احتفال بلدان المغرب العربي بعاشوراء إلى "الثقل التاريخي والميراث، الذي تركه الفاطميون (سلالة شيعية) والأشراف والصوفيون، الذين كانوا يولون لعائلة نبي الإسلام محمد مكانة خاصة محاطة بالاحتفاء والتمجيد". ويضيف أن "سياسات ما بعد الفاطميين من موحدين و مرابطين (سلالات سنية) شجعت احتفالات تخلو من مظاهر الحزن، ولم تستطع القضاء على الاحتفالات الشعبية". ومن جانب آخر، يقول راجعي إن سكان شمال إفريقيا تأثروا باليهود، الذين كانوا يعيشون معهم، مضيفا "عاشوراء يصادف يوم النجاة بالنسبة لليهود". وأشار إلى أن اليهود "يحتفلون يوم عاشوراء بنجاة الشعب اليهودي من فرعون، وهذا ما أثر على عادات وطقوس المسلمين في شمال إفريقيا".