شفق نيوز / تمكن فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة نورثويسترن الأمريكية من اكتشاف عنقود جديد من الجينات يمكن أن يلعب دورا هاما في علاج السرطان، بل ويفتح الباب لتطورات مستقبلية في فهم عدد من الأمراض الوراثية.
وبحسب الدراسة التي نشرها الفريق في دورية "ساينس أدفانسز"، فإن هذه المجموعة الجديدة من الجينات -والتي سميت "إلوا 3"- فريدة من نوعها بالنسبة للبشر ولفئة الرئيسيات من الثدييات غير البشرية.
وخلال عدة عقود مضت أدت التطورات المتسارعة في تقنيات "تسلسل الجينوم البشري" إلى تحقيق فهم أفضل لمختلف المناطق في جميع أنحاء الجينوم البشري.
ولفهم فكرة تسلسل الجينوم البشري تخيل أن جسدك يحتوي على كتاب تشغيل (الجينوم)، وكل صفحة من الكتاب تحتوي على تعليمات لبناء جزء من جسمك وصيانته، فمثلا تركيب أنفك أو لون شعرك أو طول عظامك وصولا إلى أدق التفاعلات الكيميائية داخل خلاياك، كلها عمليات مشفرة بالحروف في هذا الكتاب.
ويشبه تسلسل الجينوم قراءة وفهم كل حرف في كل صفحة من هذا الكتاب، وبالتالي يساعد تسلسل الجينوم العلماء على فهم المزيد عن أجسامنا على أدق مستوى وهو المستوى الجيني، وهي عملية معقدة لأن تلك الحروف هي مركبات كيميائية دقيقة جدا ومتداخلة جدا.
ولطالما وُجدت في الجينوم البشري مناطق سميت "المادة المظلمة الجينية" لا يعرف العلماء الكثير عن وظائفها، وتتكرر فيها تسلسلات الحمض النووي بشكل غير مفهوم.
وبحسب بيان صحفي صادر من جامعة نورثويسترن، فإن الفريق نفسه تمكن قبل عدة سنوات من فهم ما يسمى "مركب استطالة بوليمريز الحمض النووي الريبوزي II"، والذي يساهم في قراءة تلك المناطق المظلمة المتكررة بشكل خاص، وبالتبعية بدأ العلماء في استكشاف جيناته.
وبحسب الدراسة الجديدة، فإن هذه المجموعة الجديدة من الجينات تتكرر في الجينوم البشري بعدد غير ثابت، فقد يكون لدى أحدهم 52 نسخة منها، وقد يكون لدى الآخر 27 نسخة، وقد يكون لدى شخص ثالث 32 نسخة، وسبب ذلك غير معروف بعد.
ويفتح هذا الاكتشاف الباب لعلاج السرطان وعدد من الأمراض الوراثية لدى البشر. والفكرة ببساطة أنه إذا عُرف السبب بطل العجب، فالأمراض التي تمتلك أساسا جينيا يسهل علاجها إذا قمنا بفهم هذا الأساس الجيني.
وبشكل عام فإن هذا النوع من المكتشفات يسمح للعلماء بالانتقال خطوة إلى الأمام في طريق الطب الشخصي، وهو نموذج جديد ينظم العملية العلاجية بالكامل، من تشخيص وتحليل وعلاج بل وتغذية، بناء على طبيعة كل شخص وليس بشكل عام.
الطب الشخصي هو أمل البشرية لعلاج الكثير من الأمراض وتقليل الآثار الجانبية، ولنأخذ السرطان على سبيل المثال، حيث يمكن لنا القول إنه لا يوجد مريض بسرطان محدد يشبه مريضا آخر مصابا بالنوع نفسه من السرطان. وذلك لأن هناك اختلافات جينية بين الشخصين تؤثر في استجابة كل واحد منهما للبرامج الدوائية بشكل مختلف عن الآخر.
ومع استكشاف المزيد عن الجينوم البشري فإن ذلك يسهل على العلماء فهم الجينات الخاصة بكل شخص على حدة بشكل أفضل.