شفق نيوز / كشف تقرير صحفي، اليوم السبت، عن إنشاء محبي وجمهور الاسطورة مارادونا "ديانة" خاصة باسمه اسموها "الديانة المارادونية"، وفيما يشترطون "الإيمان بقدمه اليسرى لاعتناق ديانته ويده التي أحرز فيها هدفاً على انكلترا، يضعون 10 وصايا اخرى لمحبيه يجب الالتزام بها.
ويقول تقرير نشره موقع "world religions" إن "لاعب كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا تمكن من كسب جمهور كبير خلال سنوات احترافه، وهذا الجمهور خرج عن المألوف في طريقة دعمه للاعب كرة القدم المفضل لديه، وقاموا بتأسيس ديانة خاصة به، مقتبسة من الديانة المسيحية، سمّوها "الديانة المارادونية".
ويوضح التقرير أنه "تم تطبيق تعاليم هذه الديانة على أرض الواقع، من خلال إنشاء كنيسة خاصة أطلقوا عليها اسم "الكنيسة المارادونية"، يقومون فيها بالصلوات والدعاء بطقوسٍ خاصة، من أجل التبرك من مارادونا (رب كرة القدم)"، حسب تعبيرهم، مبيناً أن "هذه الديانة خرجت من الأرجنتين ووصلت إلى دولٍ أخرى، من بينها إيطاليا، والمكسيك، والبرازيل، ووصل أتباعها إلى أزيد من 120 ألف شخص".
ديانة مارادونا مقتبسة من المسيحية
ويبين التقرير أن "بداية تأسيس ديانة وكنيسة مارادونا كانت على يد الصحفيين الأرجنتينيَّين أليخاندرو فيرون وهيرنان آميس بابتكار، في مدينة روساريو الأرجنتينية، يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول 1998، وتم اختيار هذا اليوم؛ لأنه يوم ميلاد مارادونا، كما تم اقتباس هذا الدين من المسيحية، من خلال الصلوات والأدعية والطقوس المعتمدة في التعبد داخل الكنيسة".
وجاءت فكرة اختيار مارادونا "رباً لكرة القدم"، حسب تعبير جمهوره من أتباع الكنيسة المارادونية، بعد "الهدف الذي أحرزه في شباك منتخب إنجلترا، خلال كأس العالم عام 1986، حين راوغ ستة لاعبين وحارس مرمى المنتخب المنافس، إضافة للهدف الثاني الذي سدده بيده".
ويعتبر محبو مارادونا أن "هذا الهدف رد اعتبار للأرجنتين بعد هزيمة البلد أمام القوات البريطانية في حرب جزر الفوكلاند سنة 1982، وهي الحرب التي خسرت فيها الأرجنتين السيطرة على هذه الجزر بعد 74 يوماً من الحرب".
وبحسب التقرير فإن "تعليق مارادونا على الهدف، والذي قال فيه: (إن يد رب هي التي أحرزت هذا الهدف)، جعل بعض عشاقه من الأرجنتين يظنون أنه إله كرة القدم، وبعد سنتين فقط أعلنوا عن الديانة الجديدة الخاصة بمحبي الساحرة المستديرة، وأطلقوا عليها اسمه".
الإيمان برِجل مارادونا اليسرى السحرية لاعتناق ديانته
ووفقا للتقرير فإنه "تم تحويل مطعم أحد محبي مارادونا إلى كنسية خاصة بالديانة المارادونية، حيث تم تزيين المدخل بمزهرية كبيرة بداخلها عدد من كرات قدم، وعند الدخول إلى مذبح الكنيسة تجد المقاعد مصطفة كما هو الحال في الكنائس العادية، لكن الاختلاف يكمن في أنها مزينة بقمصان لاعبي كرة قدم من منتخبات مختلفة".
كما زينت أرض الكنيسة "بعشب اصطناعي شبيه بالعشب المستعمل في الملاعب، عليه صور لكرة القدم، واستبدلت رموز الدين المسيحي بصور لمارادونا منذ طفولته، ملخصةً أبرز مراحل حياته، أهمها فترة الاحتراف الكروي، كما تم تزيين باقي مرافق الكنيسة بشموع مطبوع عليها صورته"، وفق ما يوضحه التقرير.
ويضيف التقرير أن "من أجل اعتناق هذه الديانة الخاصة بعشاق كرة القدم، يجب اتباع عدة شروط وهي الإيمان بأن دييغو مارادونا لاعب كرة قدم عظيم، وخالق للسحر والعاطفة، وأنه "رب" لكرة القدم، وأنّ كنيسته واحدة، فيما تعتبر أهم شروط الإيمان بأن الهدف الذي سدده في كأس العالم 1986 كان بفضل المراوغة العبقرية والقدم اليسرى السحرية لمارادونا، لأنه شخص خارق وغير عادي، يستحق أن يطلق عليه لقب قديس، خصوصاً بعد معاناته مع الفقر عندما كان صغيراً، ليصبح رمزاً من رموز كرة القدم عالمياً بعد ذلك".
كما أن هناك شروطاً أخرى مفروضة على الراغبين في الانضمام لهذا "الدين الكروي"، وهي تغيير "الاسم الثاني للشخص الراغب في اعتناق هذا الدين الى (دييغو)، وإعادة تمثيل الهدف الشهير لمارادونا، وفي حال الفشل فيه بعد المحاولات الثلاث المسموحة بذلك، تتم إعادة المحاولة بعد مرور سنة كاملة على التجربة الأولى".
ويورد التقرير أن "بعد ضمان القبول من أجل الانضمام لديانة مارادونا، يقوم المنتسب الجديد بالقَسَم على كتاب (أنا دييغو)، وهو سيرة مارادونا الذاتية، إذ تم اختياره ليكون بمثابة إنجيل لهذه الديانة".
تقويم سنوي خاص بالديانة المارادونية
ويسرد التقرير تفاصيل أخرى عن معتنقي الديانة المارادونية، والذي وصل عددهم إلى "أكثر من 120 ألف شخص عبر العالم"، مبينا أن لديهم "تقويم سنوي خاص بهم، وهو التقويم الذي بدأ في تاريخ ميلاد دييغو مارادونا، أي 30 أكتوبر/تشرين الأول 1960، فهم حالياً يعيشون في سنة 62، وقد حدد المارادونيون هذا اليوم ليكون عيداً دينياً لهم، يحتفلون فيه بميلاد لاعبهم المقدس، إذ إن طقوس الاحتفال المعتمدة في هذا اليوم شبيهة باحتفالات عيد "الكريسماس".
كما ان هناك عيد آخر يتم الاحتفال به من طرف معتنقي الدين المارادوني، وفقا للتقرير، "وهو يوم 22 يونيو/حزيران الذي أحرز فيه مارادونا الهدف الشهير ضد إنجلترا في كأس العالم 1986، والذي يعتبر أكثر هدف راسخ في ذاكرة محبي كرة القدم".
الكرة فوق كل شيء
وبالإضافة للشروط الخاصة بهذه الديانة، حدد محبو مارادونا عدة وصايا يجب على المنخرطين الالتزام بها، وأطلق عليها اسم "الوصايا العشر"، وهي: الكرة لا يمكن أن تُلطّخ، حِبّ لعبة كرة القدم أكثر من أي شيء، أعلن عن حبك غير المشروط لكرة القدم، دافع عن ألوان الأرجنتين، بَشّر بكلمات "دييغو مارادونا" في جميع أنحاء العالم، صلّ في الأماكن التي بشّر فيها بالعباءات المقدسة، لا تُشهر اسم دييغو في نادٍ واحد، اتبع تعاليم الكنيسة المارادونية، أطلق اسم دييغو على مولودك الجديد، لا تكن شخصاً متهوّراً".
وتوفي دييغو مارادونا في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بعد أيام قليلة من خضوعه لعملية جراحية بسبب تعرضه لجلطة دماغية.
وشكَّل خبر وفاته صدمة كبيرة لمحبيه حول العالم، خصوصاً من هم منخرطون في الديانة المارادونية، ووفقا للتقرير فإنه تم الدعاء والصلاة له في الكنيسة التي تحمل اسمه، وكذلك في كنائس أخرى عبر العالم، للأشخاص الآخرين الموجودين خارج الأرجنتين.