شفق نيوز/ رجحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يوم الاثنين، اشتداد موجة حر شديد تضرب منطقة البحر المتوسط، بحلول منتصف الأسبوع الجاري، في وقت كشف عالم مناخ أن آثار تداعيات "إلنينو" ستظهر بشكل أكبر بعد أشهر.
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، على موقعها على الإنترنت: "من المتوقع أن تشتد الحرارة بحلول منتصف الأسبوع في أنحاء من منطقة البحر المتوسط، منها اليونان وتركيا. ومن المرجح استمرار ذلك في أغسطس المقبل".
وفي سياق تسجيل درجات حرارة قياسية حول العالم، اعتبر مدير "معهد بيار سيمون لابلاس"، روبار فوتار، أن موجات الحر الشديد لم تعد مجرد "مصادفة".
وقال المتخصص في علوم المناخ لوكالة فرانس برس إنه رغم عدم وجود ارتباط مناخي بين مختلف مناطق العالم، فإن تغيّر المناخ يفاقم ظواهر الطقس المتطرفة في كل مكان على الكوكب.
وردا على سؤال بشأن أسباب تسجيل أجزاء عدة من العالم درجات حرارة قصوى في الوقت نفسه، قال: "إنها تأتي في معظمها من ظواهر جوية مرتبطة بتغيّر المناخ. بالنسبة لجنوب أوروبا مثلا، فهو يشهد إعصارا عكسيا قويا للغاية مع رياح ضعيفة، ما يجعله ثابتا ويمنع الاضطرابات".
كتل هواء حارقة من الصحراء
وأضاف "وهذه الضغوط العالية تحبس الهواء الدافئ ما يرفع درجات الحرارة، ويتفاقم ذلك جراء الرياح الجنوبية على الجانب الغربي التي تجلب كتل هواء حارقة من الصحراء".
وعن العالاقة بين هذه الظواهر العالمية المختلفة، قال: "إنها ليست ظاهرة واحدة بل ظواهر عدة تحدث في الوقت نفسه. ولكن جميعها يعززها عامل واحد: تغيّر المناخ. لذلك فهي في الآن نفسه مصادفة وليست مصادفة. ولهذا السبب نسجل درجات حرارة قياسية".
وأردف فوتار قائلا "في الصيف، ليس من المستغرب أن يكون الجو حارا جدا في مناطق معيّنة، لكن إذا كان الجو بهذه الحرارة فذلك يعود إلى الاحتباس الحراري الذي يجعل الظواهر المتطرفة أكثر تواترا وأشد حدة".
وتابع "تلك هي الحال بالنسبة لموجات الحر، ومن المنطقي تماما في ظل تغيّر المناخ أن يزيد احتمال حدوثها في آن واحد في عدة أماكن على الكرة الأرضية".
هل نتوقع اشتداد الحرارة مع بروز ظاهرة إلنينو؟ في هذا السياق، أكد عالم المناخ "أنه لا يزال من المبكر تقدير تأثير ظاهرة إلنينو في موجة الحر الحالية.
ارتفاع حرارة المحيط الهادئ يمكن أن يسهم في ارتفاع درجات الحرارة. لكن ظاهرة إلنينو بدأت للتو، ولا تزال تتطور ولن تظهر آثارها الكاملة إلا بعد أشهر".
لكن حتى بدونها، وفق فوتار، "يمكننا القول إن موجات الحر مثل التي نشهدها حاليا ستزداد أكثر، سواء من ناحية التواتر أو الشدة. نتوقع أن نواجه مشاكل مع مستويات حرارة ستصبح في بعض الأحيان خطرة على الكائنات الحية".