لا.. ولكن، كشفتا حقيقة الكثير من السياسيين الكورد المنزلقين في أوحال النهج الخاطىء والخوف والأنانية، وغير الكورد الذين كانوا يدعون بأنهم من أصدقاء الكورد ومن المناصرين لقضاياهم القومية والوطنية والانسانية، كما كشفتا دورهم التسهيلي في صياغة المخططات الرهيبة ضد الكورد في السر والعلن. وترك ساحة المواجهة القانونية والدستورية، خوفاً من المحاسبة والإتهام بمسايرة الخط الإستقلالي للكورد، أو طمعاً في الإستيلاء على إرادة الشعب الكوردستاني وتوظيفه لمصاحهم الخاصة، أو مراقبة ما يجري وهم على ثقة تامة إنهم بعد الإستفتاء والإستقلال سوف لا يصلحون للتواجد والعمل في الساحة سياسية٬ وحتى لا يمكن تدويرهم لأنهم ترسبوا في إسفل أحواض الخيانات، لذلك يتشبثون بوحدة بائسة٬ على حساب الارادة الوطنية ومصالح ومعانات الشعب الكوردستاني.
عمار الحكيم، الذي أورثته الصدف المال والجاه ورئاسة حزب قدير وكبير، هو أحد الغارقين في بحر الأحلام، والنموذج الذي كنا نتصور إنه مرتبط بعلاقات جيدة مع الكورد، أساء الى صورته وتاريخ وتضحيات عائلته ويهدم علاقات حزبه وقومه ومذهبه مع الكورد، عندما إعتمد لغة التوتير والنفاق التي تقود الى مسارات منحرفة وتشويه الحقائق، وإتهم الكورد عبر تصريحات، أطلقها من القاهرة، مرةً، وقام بتكرارها من طهران، مرةً أخرى بدلاً من الإعتذار، وعندما تحدث أمام رؤساء بعض الكتل الكوردستانية في البرلمان العراقي عندما زاروه قبل أيام في قصره العالي، متبنياً أقوالاً تفتقد أدنى المبررات الموضوعية ولاتختلف عما سمعناه من أيتام البعث.
المتابع لتصريحات السيد عمار ونوعية الجمل والعبارات التي إنتقاها, يجد أن عباراته خارجة عن الدبلوماسية، وبعيدة عن الذوق السليم، الذي يفترض أن يخاطب بها الآخرين، كما يجد إن هذا الرجل قلق ومتخبط ومرتبك متناقض في أقواله، وحريص على الإساءة للكورد والتقاطع معهم، وتشويه صورتهم والتشكيك بحق الشعب الكوردستاني، وتجاهل جراحه العميقة التي لاتقبل الإندمال ومعاناته الكبيرة والكثيرة التي لاتعد ولاتحصى.
والسؤال هو:
هل دخل السيد عمار معترك الحملة الإنتخابية قبل أوانه, وكالأخرين جعل التحشيد ضد الكورد والهجوم عليهم والتصعيد المستعر ضدهم ومعاداتهم، مادة دسمة ومباشرة للظهور بمظهر الإخلاص والوطنية والتمترس بالقيم والمبادئ والعقيدة لتضليل الرأي العام وكسب المزيد من الأصوات؟
أم إنه أظهر معدنه الأصلي، وتحيزه القومي والمذهبي، ولم يستطع إخفاء حقيقته ونبرته العدوانية خلف الشعارات البراقة السابقة؟
أم تطوع بتفكيره السطحي لخدمة الأجندات المعادية للكورد وتبارى لإرضاء طهران والشوفينيين العرب والفرس والأتراك؟ لذلك أخذ يزايد ويحذر ويهدد ويتوعد ويمنح شهاداة التزكية التي تبرر إستخدام الشارع والقوة وأبشع الألفاظ والتهم والإفتراءات المعبرة عن الكراهية لكل ما هو كوردي والإنخراط في حملات إعلامية سمتها البذاءة وطابعها الرداءة، وغايتها إستمالة العقول المتهالكة الخاضعة للتشويه والعداء الذي لن يخدم العراقيين, ولن يعود على أي طرف بالنفع, بل كل الشواهد تثبت ان لامصلحة لعمار وحزبه وللشيعة في دق طبول الحرب ضد الكورد، وإنه ليس عمار ولا حكيم ..