منذ قيام أقليم كوردستان بأجراء الأستفتاء على تقرير المصير تصاعد اللهجة السياسية والعسكرية لحكام بغداد ولا سيما رئيس الوزراء حيد العبادي ضد أقليم كوردستان فبدأ بسلسلة من الأجراءات العقابية للأقليم أولها باغلاق المطارات في كل من أربيل والسليمانية أمام الرحلات الدولية، ومن بعدها التدخل العسكري للميليشيات الشيعية في كركوك بأشراف قيادات من الحرس الثوري الأيراني وبضوء أخضر من كل من أمريكا وبريطانيا وتركيا وبالتنسيق مع جناح في حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني والذي نتج عنه تفاوت في القوة والمواقف والسيطرة على آبار النفط وبعدها محاولة التقدم باتجاه أربيل إلى أن تصدت البيشمركة الهجوم في آلتون كوبري وكذلك محاولة الوصول والسيطرة على المعابر الحدودية في فيش خابور والتي أفشلها البيشمركة أيضاً. لم يكتفي العبادي بكل هذا وأنما طالب دول الجوار بأغلاق الحدود مع كوردستان وتوجه إلى عدم صرف رواتب موظفي الأقليم رغم وعوده بصرف الرواتب أكثر من مرة بحجة خرق أقليم كوردستان للدستور العراقي بأجراء الأستفتاء ومن هنا بدأ رئيس الوزراء حيدر العبادي بالظهور وأصابه الغرور كالقائد الذي حرر العراق من داعش، ومن أنقذ العراق من الأنقسام، ومن كسر هيبة كردستان إلى درجة لم يذكر اسم البيشمركة بخطاب ما يسمى بالنصر متجاهلاً التضحيات التي قدمتها البيشمركة والتسهيلات التي قدمها في تحرير الموصل، كل ذلك من أجل أن يحصل على المزيد من الأصوات الانتخابية العراقي لكي يضمن بقاءه في منصب رئيس الوزراء للدورة القادمة في الانتخابات العراقية والأسئلة التي تبادر إلى الأذهان هو:
هل من يعاقب أقليم كوردستان يحصل على المزيد من الأصوات العراقية؟
هل سيدلي الشعب العراقي بالفعل بصوته لمن يعاقب كردستان؟
هل الشعب العراقي حاقد على الشعب الكوردي لهذه الدرجة لكي يصوت لصالح من يعاقب شعب كوردستان؟
هل من يسعى لفشل تجربة أقليم كوردستان الناجحة يحصل على أصوات العراقيين؟
هل هكذا يكافئ الشعب العراقي أقليم كوردستان وشعبه الذي استقبل أكثر من مليونين نازح عراقي ؟
هل النجاح يكون بتدمير القسم الناجح من البلاد أم العمل لإلحاق بقية البلاد به ؟
هذه الأسئلة موجه للشارع العراقي الذي يحاول العبادي أقليم كسب أصواته وتأييده في الانتخابات القادمة الذي يبدو أنه بالفعل يوافق على تعنت العبادي وحكومته في عدم الخوض في مفاوضات جدية لحل الأزمة القائمة بين حكومتي الأقليم والمركز رغب تكرار الجانب الكوردي على استعداته للتفاوض والألتزام بالدستور العراقي ولكن ليس بأنتقائية للمواد الدستورية وقرار المحكمة الاتحادية بما يخص الاستفتاء ونتائجه ألا أن الحديث في الشعب الكوردي والعالمي تؤكد على أن العبادي لا يرغب بالتفاوض إلا بعد أجراء الأنتخابات لكي يحصل على المزيد من الأصوات التي تضمن بقاءه في السلطة لدورة أنتخابية أخرى لكي يبقى بعيون العراقيين البطل الذي حافظ على العراق والذي قام بالكثير من الاجراءت العقابية ضد أقليم كوردستان وآخرها كان قرار تمديد حظر الرحلات الجوية في كل من مطاري أربيل والسليمانية الدوليين لشهرين آخرين إلى 28 شباط 2018 وكل هذه الأجراءات تؤكد مما قد قاله البرزاني عندما قال العقلية التي تحكم في بغداد هي نفسها كما من سبقها وأنما الوجوه هي من تغيرت فقط لاغير. والسبب الذي أدى إلى توجه الاقليم لأجراء الاستفتاء هوعدم الألتزام بالدستور العراقي، وحرمان الأقليم من حصته في الميزانية العراقية البالغة والسؤال الاهم هو لماذا إذا كان الشعب العراقي حاقد على الشعب الكوردي لدرجة يدلي بأصواته لمن يعاقب ويصعد في وجه الأقليم يدعنا يفكر لماذا إذاً لا يدعون شعب كردستان يقرر مصيره بالاستقلال وليكونوا جارين متحابين كما قالها مسعود البرزاني رئيس أقليم كوردستان.