عالم مليء بالمتناقضات ضاع فيه الحق والباطل أصبح شعار يحمله من يريد أن يقنع نفسه أنه على حق ، الحق مهما طال به الزمن يبقى شعار الشرفاء .
حتى الكلمات والمصطلحات التي نستخدمها حاول ويحاول الكثيرين تغيير معانيها ودلالاتها اللغوية بالكذب والنفاق والعجرفة والرياء لتبرير الإدعاءات الفارغة والغير مقبولة ، وكأن هذه المحاولات اليائسة تعطيهم الحق في قول ما يريدون وبكل وقاحة .
نواف الزيدان الرجل العراقي الذي قام بقبول إثنين من مجرمي العراق وهم عدي صدام حسين وقصي صدام حسين تحت عنوان مفردة الدخيل ، المفردة التي يريد البعض تفسيرها على هواه دون الرجوع إلى شروطها وكيفية التعامل مع الدخيل والمدة التي سيبقى فيها في ضيافة الرجل ومن يُستثنى من ذلك !
علينا ان نبدأ بمعنى الدخيل في قانون العشائر ، فالدخيل هو الشخص الذي يلجأ إلى عشيرة غير عشيرته طلباً للحماية أو النجدة أو رفع الظلم عنه ويعد دخوله بمثابة إستجارة أي أنه يطلب الأمان وفق الأعراف القبلية.
وهنا قام السيد نواف الزيدان بتطبيق هذا القانون بحذافيره بل وأكثر بالرغم من عنجهية الأخوين الدخيلين والطلبات المتكررة والغريبة ومنها الكيت كات !
هذا مع الأخذ بالإعتبار ان عشيرة الأخوين وبقية العشائر لم تستضيفهما بل أرادوا التخلص منهما وهذا التصرف تجاههم يعني أن العشيرة قد تبرأت منهم وهم كانوا من أكثر المستفيدين من النظام السابق ، وهذا يعني أيضاً أنهم لا يعيرون أية أهمية لقانون العشائر في الوقت الذي هم من أبناء العشيرة!
مع العلم ان الدخيل في قانون العشائر هو نظام حماية إجتماعي متجذر في الثقافة العشائرية وهم تناسوها !
هنا علينا أن نعلم ان مدة بقاء الدخيل من ثلاثة إلى عشرة أيام ،بل هم كانوا في ضيافة السيد نواف الزيدان أربعين يوماً حسب علمي وهنا لا أريد أن أطيل وأتحدث عن حقوق الدخيل وهذا معروف للجميع بالرغم من ان السيد نواف الزيدان قام بالواجب وأكثر . ولا أريد أن أدخل في شرح واجبات والتزامات الدخيل .
هنا علينا أن نعلم هذه النقطة المهمة جداً ليعرفها كل من يحمل شعار العشيرة والدخيل وغيرها من الشعارات الرنانة والكل يعلم ما فعلوه بالشعب العراقي من جرائم ومذابح وقتل وتشريد وإغتصاب ، وهي رفض الدخالة في قانون العشائر وتحدث في حالات محددة والتي تعد إستثناء من القاعدة العامة ، ومنها ترفض الدخالة إذا كان الدخيل معتدياً أو ظالماً وكذلك ترفض الدخالة إذ كانت تسبب فتنة ، وترفض الدخالة إذا كانت بقصد الخداع ، وأخيراً ترفض إذا كان الدخيل مطلوباً للدولة في قضايا خطيرة ، ومنها الجرائم الكبرى والقضايا التي تلاحقها الدولة مباشرة .
فكل هذه النقاط التي ذكرتها وهي رفض الدخالة تنطبق على الأخوين عدي وقصي ومع ذلك وبالرغم من المخاطر التي تترتب على إيواءهم قام السيد نواف الزيدان وبكل حرص على حمايتهم وتوفير جميع مستلزمات الضيافة . وهذا يعني أن الرجل قام بتطبيق قانون العشائر!
العتب على العشائر التي لم تقوم بواجبها تجاههم ولم توفر لهم الحماية الكافية ، والان يتبرأون من السيد نواف الزيدان الرجل الذي أنقذ العراق من مجرمين خطرين ، وهنا اقول أن هذه العشائر لا تعرف معنى الدخيل وكيفية التعامل معه !
وكذلك ان هؤلاء قد تجذرت في نفوسهم العقلية البعثية المتوحشة بعيداً عن الأعراف والقوانين العشائرية !
وفي الختام أقول لجميع هؤلاء ، عليكم ان تخجلوا وتعتذروا من السيد نواف الزيدان وتتعلموا قانون العشائر وكونوا عوناً للعراقيين الشرفاء لتخليص العراق من كل من تسول له نفسه المساس بحقوق المواطنين والعبث بثراوت العراق ليبقى العراق شامخاً بناسه الشرفاء ويصل الجميع إلى بر الأمان ولا تكونوا مع الحاكم الظالم ولا تطيعوه !