في مأثورنا الشعبي أن امرأة قروية كان لديها ثور،وفي أحد الأيام وبينما كان زوج هذه المرأة خارج البيت اشتد العطش على الثور فأدخل رأسه في جرة موجودة في البيت ولم يستطع الثور إخراج رأسه من هذه الجرة ، ولم تعرف المرأة كيف تتصرف ، ولأنها كانت تريد المحافظة على الثور وكذلك المحافظة على الجرة خوفاً عليها من الكسر استعانت المرأة بجارها "أبو العريف" وحكت له القصة ، فدخن عدداً من سكائر اللف وشرب إبريق قهوة وهو يفكر كيف يخرج رأس الثور ولا يكسر الجرة وبعد جهد جهيد وتفكير طويل قال للمرأة إنه ليس هناك بد من قطع رأس الثور لكي نستطيع إخراج رأسه من الجرة من دون أن تنكسر ،فناولته السكين وقطع رأس الثور ولكنه مع ذلك لم يستطع إخراج رأس الثور الكبير من الجرة ، فقال للمرأة إنه لا بد من كسر الجرة لإخراج رأس الثور المقطوع ، وبالفعل ناولته الفأس وكسر أبو العريف الجرة وحمل بيده رأس الثور مسرورا بذكائه وحسن ادارته وافكاره .
كم ابو العريف لدينا اليوم ..
 
قانون التامينات الاجتماعية المقترح من مجلس الوزراء بعد ان قام الوزراء الجهابذة في محاربة الفساد بالموافقة عليه يقودهم كبيرهم نِحْرِير الاصلاحات بعدما امر خبراءه ومستشاريه العَلاّمَات في المجلس والامانة العامة لغرض اعداده للتقليل من حالات الفساد والبون الشاسع بين طبقات الموظفين والدرجات العليا وشمول القطاع الخاص بالتقاعد والتامين لغرض انصاف العامل والكاسب والموظف البسيط . مجلسٌ وامانةٌ وكلاً عن المعنى الصحيح محرفُ وهم اما احمق واما جاهل وفي وجودهم الفساد كله .
 
من المقرر طرح المقترح على مجلس النواب للتصويت عليه ، ومع قناعتي بعدم تمرير مثل هذا القانون لخوف النواب من ثورة الناس وهم على اعتاب اجراء انتخابات برغم انهم قد استبقوا اي صحوة للمجتمع باقرارهم لقانون الانتخابات الذي لن يأتي بجديد بل سيعزز وجود الوجوه القبيحة الحالية التي افرزت صعود رئيس الوزراء متخبط لايفقه شيء يقر شيء ثم مايلبث ان يرجع فيه ووزراء عاثوا في وزراتهم فساد وتدمير ، وحتى بدلائهم من التكنوقراط كانوا اكثر وبال على الشعب من سالفيهم . هذا القانون يذكرنا بنكته يتندر بها العراقيون عن من يتصور نفسه يعرف ويحسن ادارة كل شيء ، مدرب فريق ابتلي بلاعب اسمه عبود كان فطحلاً ولاعباً ألمعي ، طلب المدرب من لاعبي الدفاع تشديد الخناق على لاعبي هجوم الخصم ومسكهم وكان عبود نجم الدفاع وكابتن الفريق فقال له عبود"عوفها عليه واتفرج على الاصلاحات عفواً على اللعب" وبدات المبارة وبدأ عبود يخربط فكلما وصلت الكرة لـ عبود لعبها كيفما اتفق فيأخذها لاعب الخصم ويحرز هدفاً او يعيدها لحارس المرمى وبقوة لا يتوقعها فتدخل الكره لمرماه او يراوغه المهاجم ويأخذ الكرة منه وينفرد بالمرمى مسجلاً هدفاً ،فتسبب بعدد من الاهداف لم يكن يتوقعه فريقه او حتى فريق الخصم نفسه ،بين الشوطين قال المدرب للاعبيه "اتركوا هجوم الفريق الخصم وكل لاعبيه والزمولي عبود" يا رئيس الوزراء ان كنت لنا فأخرجنا من هذا الضيم واذهب الى النواب السابقين والى المسؤولين والى اعضاء المؤسسات والهيئات ومجالس المحافظات واقطع عنهم الرواتب التقاعدية وامتيازاتهم وحماياتهم وعجلاتهم التي لازالت مستمرة لغاية الان ففيما سرقوه كفاية لهم وعوائلهم بل وحتى احفاد احفادهم ، ولا تهرع الى الموظف المهندس والدكتور والمعلم لتستقطع منه ما تحتاج لتسد النقص في موازنتك وخزائنك التي افرغها اقرانك واصحابك ، بل اذهب اليهم وخذ منهم ما سرقوه واعطه للناس وليس العكس .
 
لازم نترك الفاسدين ونلزم عبود .