علي حسين فيلي/ على صعيد الحالة المعنوية والروحية، وليس على مساحة شبكات التواصل الاجتماعي ولا على سجادة ما يسمى بالإيمان، نحتاج الى الدعاء والمناجاة الخاصة بالأيام والمناسبات الخاصة، والحقيقة التي لا يمكن اخفاؤها هي أن الله لا يغير مصير أي شعب إلاّ إذا سعى ذلك الشعب لتغييره، ولكن..
عن أية انتخابات نتحدث، عندما تكون العملية السياسية والوعود والقرارات تفرّخ التخلف وبدلا من السعي للخلاص من الوضع يقال "فلنعمل على التعايش مع المعاناة! يجب أن نستفيد من الكوارث مثل المقاولين وكتجار الحروب، نستلذ من الخراب".
بلد لا يحتاج الى التقييس والسيطرة النوعية، وضع سياسي هادئ وأوضاع غير مستقرة اجتماعيا وأمنه مفقود؛ من الطبيعي أن يصاب بكل الأمراض والعلل وطبيعي أَلّا يستغني المواطن عن خط المولدة والسحب و.. لانه يدرك ان الكهرباء العامة ليست محل ثقة. لا احد يتعب نفسه بالانتباه لنوعية السلع التي تدخل أسواق البلد لأنه لن يقال كيف اتت ومن أين وكيف تم حفظها؟ سنويا تلحق السلع السيئة خسائر بالمليارات وتصيب مئات الالاف من الاشخاص بمختلف الأمراض والاوبئة، وما زال الناس راضين بهذه الأوضاع وبتلك الأفكار السمجة التي تقول ان جسم الانسان العراقي يتحمل كل شيء!! ولكن في العالم الحقيقي فإن حياته مصابة بمختلف الأزمات النفسية والروحية.
عندما يقبع هذا الشعب تحت تأثير الدعايات الكاذبة والآمال التي لا معنى لها، سيصاب بالحيرة وسيدفع ثمن الخسائر المتنوعة؛ فما هو الحدود بين الأمل الحقيقي والخيال والوهم؟
الاهداف الكبيرة في المجتمع ليست مرتبطة بالمساعي والكفاح الذي يبذله الأفراد فقط فالنظام الاجتماعي له دوره للوصول لتلك الآمال. الآن يرى الشعب دنياه في ظلام وهو آيس من تحسن آماله في الأوضاع، ومع انه حي الا انه يسلم قلبه للآمال والأساطير الخيالية، ذنب من هذا الذي يحصل؟
فمثلا لو ان وسائل الاعلام العراقية تسعى لمسح الأمل الذي لا أساس له والكذب من ذهن المواطن، فإن الفرد سيتمكن من الخلاص من الجمود، حتى أنه سيتمكن من الابتعاد عن اعادة كتابة الهزائم المستمرة؛ اعتمادا على النفس وعلى أدنى قدر من الأمل.
والشيء الذي ابتلي به العراق اليوم و الكدح والكارثة والذي يحتاج إليه التعاطف القلبي الذي يسبق ارضية للتمسك بأمل واقعي، فحينها يكون لأي انكسار او هزيمة في هذا البلد عشرات الذرائع التي تفوح منها رائحة الكذب، طبيعي في ممارسة السياسة ان يكون هناك أشخاص كثر يستمرون في التراجع عن كل الوعود والمسؤوليات.
الأمل ليس بمعنى الترابط القلبي والوعود والعهود الفارغة والعمياء والسير نحو السراب. صرفت البلايين من الدولارات على البنى الاقتصادية، والصحة والتربية ولا يظهر في الافق اي معلم لتلك البنى. بوجود عشرات الأحزاب والتيارات السياسية بدلا من الحديث عن الانتخابات والكوارث السياسية والأمنية، يتوجب أن يتم استحضار تلك الصيغ من العمل التي تقربنا من الأهداف (العمل المشترك الصميمي والواعي).
من الناحية المعنوية والروحية نحتاج الى الدعاء والرجاء الذي ليس خاصا بيوم معين او مناسبة خاصة. الحقيقة غير القابلة للإنكار هي أن الله لا يغير مصير أي شعب إلاّ اذا سعوا بانفسهم للتغيير.