يشهد العراق صراعا بين قوى إقليمية على مناطق استراتيجية فيه وهذه المرة تاخذ إسرائيل جانبا واضحا وخطيرا ، وسيمثل الطرف المقابل بالتأكيد ايران باعتبارها المسييرة لجميع شؤون العراق ، فقد قامت إسرائيل باستهداف مقرات تواجد الحشد الشعبي في مناطق سهل نينوى .
وارى في هذا الصراع اجندة خفية غير واضحة اذ نشاهد مواقع معينة للحشد الشعبي وغيرها تقوم أطراف محلية باستهدافها كما حصل في استهداف بيجي مؤخرا ، والمثير للجدل ان الأطراف العراقية كلها او اغلبها على علم بذلك !.
هنا ارى ان إسرائيل تستخدم في حربها هذه نفس اسلوب حربها على غزه وبالمقابل ايران تفرض معطيات على الارض العراقية تؤكد احتكارها لإدارة المنطقة ، ومن خلال تصريحاتها النارية من احتجاج وتهديد وتحدي اصبحت ايران بذلك تعلن عن مدى أهمية سهل نينوى بالنسبة لها ، بمعنى اخر سهل نينوى موقع صراع لكلا الطرفين لما تحمل من أهمية استراتيجية بالغة ، الامر الذي دفع بايران إرسال منظومة متطورة من الصواريخ الى حزب الله لتعزيز قوة أياديها في المناطق المجاورة لإسرائيل و "يقال" ان الصواريخ روسية الصنع .
وبعد إسقاط ايران طائرة استطلاع مسيرة فوق احدى مقرات الحشد الشعبي قرب بغداد اصبحت اجندة كلا الطرفين اكثر وضوح في صراعهم على المنطقة وممكن تحديد منطقة الصراع بالشكل التالي وحسب توقعاتي هي من سنجار الى عمق سهل نينوى ، ويبدو لي ان الوضع سيتطور مستقبلا وهذا ما نلاحظه في الاجتماعات المتكررة والمستمرة بين هادي العامري والقيادات الاخرى المسؤولة ، فضلا عن اجتماعات اخرى للتهدئة اذ يبدو ان العامري يطمح في تهدئة الوضع بين من يريدون إسقاط عادل عبد المهدي .
ومن الجدير بالذكر ان هذا الصراع بين إسرائيل وايران على مناطق سهل نينوى لا يحضى برضى امريكا وهذا كان واضحا عندما تسارعت امريكا بتصريح عن عدم تبنيها أي استهداف لمواقع الحشد ولتكذب بذلك ما جاء على لسان ابو مهدي المهندس .
وكذلك من الجدير بالذكر هناك اختلاف جلي بين تصريحات فالح الفياض و ابو مهدي المهندس فالأخير تصريحاته استفزازية بعيدة عن اَي شعور بالمسؤولية تجاه العراق ومستقبله .