أسأل نفسي غالبا: هل أريد الشهرة، وهل أرغب بالحياة أكثر. وهل أنا قادر على المعادلة بين رغبة الإستمرار في الحياة، ورغبة الرحيل عنها.

نولد طبيعيين لاندري مايخبؤه القدر، ولاالطريق التي سنسلكها في الحياة ولانوع الناس الذين سنواجههم وقد نتشاكل معهم ونتنازع وإياهم على أشياء تافهة وثمينة وفي النهاية تكون كل تلك الأشياء تافهة لأنها ستفنى معنا.

وآه ياخوفي من آخر المشوار

الطبيعة تقودنا، وفي النهاية تحيلنا الى رماد، وذكريات متناثرة في وجدان وعقل إنسان ما على هذه الارض، وسواء كنا مؤمنين بالقدر، او رافضين له فإننا نسير حتما الى حيث تلك النهاية التي تخالجنا، وتبعث فينا الحيرة والخوف لأننا نجهلها. فرجال الدين تعودوا أن يخيفوننا، ويشيرون لنا بحكايات تلح علينا بأن الله يخيف كثيرا ويبشروننا بندرة لأنهم لايجيدون الترويج لبضاعتهم بالأمل.

الخوف يسير معنا كظلنا في النهار، وفي الليل يتلبسنا كما في حكايا الجن. نخاف المشاكل.نخاف كثرة النصابين والقتلة وتجار الحروب والخراب والمتنفذين واللصوص والجشعين الذين لايشبعون. نخاف الموت ولحظة الرحيل. وحين نتعلم فربما نتعلم من أول شخص، أو حادث يواجهنا في حال تفتق فينا الإدراك. ربما تعلمنا من رجل دين، أو صديق، او إمراة، أو حيوان ضال. نتعلم اشياء كثيرة في مسيرة الحياة، ولانحصل على شيء في النهاية لأن علينا الرحيل عراة مجردين من أشيائنا كما جئنا أول مرة.

حظي السيء إنني تعرفت الى صوت عبد الحليم وحزنه ومرضه وغربته ورغبته في مغادرة الحياة وحاجته الى التعويض من خلال الشهرة والبحث عن مجد لم يكن مباليا لو بقي هذا المجد أو ضاع لأنه كان يتناول الشهرة والغناء كدواء لمرضه وحسب، وبعدها سيترك كل شيء ليموت مرغما كما جاء مرغما.

وآه

رميت الورد طفيت الشمع ياحبيبي