عقد في الفترة (17 – 19 / 2 / 2017) مؤتمر ميونيخ (مينشن)للامن في مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا الالمانية , هذا المؤتمر الذي يعتبر من اهم اللقاءات المعنية بالسياسة الامنية على مستوى العالم حيث شارك فيها (30) رئيس دولة و (80) وزيراً للدفاع و الخارجية للدول بالاضافة الى الخبراء و المعنيين بالشأن الامني العالمي ومنهم الامين العام للامم المتحدة و الحلف الاطلسي و غيرهما و انشغلت اجهزة الاعلام المختلفة بنقل وقائع المؤتمر عن كثب و يأتي اهمية هذا المؤتمر من اهمية المواضيع المطروحة على طاولة المناقشة و التي ترتبط بشكل مباشر بأمن العالم و التهديدات الموجه لزعزعة استقرار الدول و ماهي السياسات الامنية الناجعة لمواجهتها كما انها فرصة لكل المشاركين لكي يدلو بدلوهم و يعبر عن ماقدمه لحماية الامن العالمي و ماهي السياسة الامنية القادمة و ان دعوة المشاركة في المؤتمر استندت الى ايمان القائمين باعمال المؤتمر على اهمية هذه الوفود في الحفاظ على السلم العالمي و الدور الذي لعبوه في حماية امن العالم و ان ايام عقد المؤتمر شهدت حركة دبلوماسية و اجتماعات مستفيضة بين الحاضرين و من المؤكد بان المؤتمر يختم اعماله بمجموعة من التوصيات التي من شأنها ان تخدم السلم و الامن العالميين و يشجع على زيادة التعاون الامني و درج سياسيات مشتركة لتأمين امن الانسان اينما كان و ضرورة محاربة الجماعات الارهابية المتطرفة التي باتت خطراً تهدد العالم بأسره و معالجة المشاكل و القضايا التي تعتبر عابره للحدود مثل ظاهرة الهجرة و المخدرات و الجريمة المنظمة و غسل الاموال و تسليم المجرمين و ... الخ و التي تصب في مصلحة امن الدول و العالم .
شارك السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان على رأس وفد عسكري و سياسي رفيع في المؤتمر و كان للوفد الكوردستاني الدور الفاعل في تحريك ملفات امنية ساخنة على الطاولة المستديرة منها محاربة الارهاب (داعش) و قضية اللاجئين و اعمار المناطق المدمرة من جراء الحرب و على هامش هذا المؤتمر تم اجراء لقاءات مثمرة مع كبار المسؤولين الدوليين و اصحاب النفوذ السياسي و الاقتصادي و ان مشاركة الوفد الكوردستاني برئاسة السيد مسعود بارزاني تحمل دلالات يمكن الاشارة اليها :-
- ان القائمين باعمال المؤتمر كانوا على علم بالدور الكبير الذي يلعبه اقليم كوردستان حكومة و شعباً في محاربة الارهاب و خاصة خلال السنوات الثلاثة السابقة حيث تصدت لأشرس جماعة ارهابية و اخطر تهديد لأمن العالم و تمكنت بمساعدة قوات التحالف الدولي من ايقاف مدها و كسر شوكتها و اثبتت للعالم حبها للسلام و التعايش السلمي و ضرورة حماية امن الاقليم التي هي جزء من امن العالم .
- ان هذه المشاركة تدل على حب و احترام المجتمع الدولي المتطلع الى توفير الحياة الامنة لقوات البيشمةركة الذين تمكنوا من دحر داعش و ضربوا أروع الامثلة في التضحية و الفداء و بات اسماً لامعاً و محل افتخار كل كوردي لانه كان الوحيد في صد هجماته عندما كانت الالوية و الفرق العسكرية العراقية تنهار امام ارهابي داعش و تلوذ بالفرار و انه احساس و رد جميل لتضحيات هذه القوة التي دافعت و تدافع عن الانسانية .
- ان وجود الوفد الكوردستاني الى جانب وفد عراقي برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي تدل على ان المؤتمر تعامل مع اقليم كوردستان كدولة مستقلة لا تنتمي الى العراق بشيئ سوى التحالق اجباري بل بات المؤتمر فرصة للقاء الوفدين حالها حال اللقاء مع الوفود الاخرى لبحث القضايا العالقة و حسب التسريبات الاعلامية فان موضوع استقلال كوردستان كان محور لقاءات الوفد الكوردستاني مع الاطراف الاخرى و انها اعلنت عن دعمها لحقوق الشعب الكوردستاني في تقرير مصيره .
- ان اغلبية المشاركين في المؤتمر كانت تجمعهم ايران باعتبارها الدولة الراعية للارهاب في المنطقة و تحاول فرض اجنداتها و انشاء هلال شيعي في المنطقة و هذا ما جعل الحاضرين الاهتمام اكثر بأقليم كوردستان لأنها المنطقة الوحيدة التي وقفت ضد التشييع الايراني و اطماعها و هذا ما يزيد من اهمية الاقليم في المحافل الدولية الخاصة بالبحث في قضايا الامن العالمي و هو ما يجعلنا على ابواب تأسيس كيان خاص للكورد في المرحلة القادمة و التي تشهد تغيرات و احداث سياسية متعددة .