لاخلاف على حق الشعب الكردي في العراق وبقية شعوب كردستان في تقرير المصير وتحقيق أماني وتطلعات الأمة الكردية ولكن ذلك يفرض جملة تحديات على الأكراد أن يدرسوها بعمق، ويقررون بعد ذلك ماهي الخطوة التالية.
تتصاعد وتيرة الخلاف الكردي مع بقية الأقليات في كركوك من عرب وتركمان. الأكراد يطالبون من سنوات بإعتبار المدينة جزءا من الإقليم الذي يرتب له ليكون منفصلا عن بقية العراق لكن التطورات الأخيرة خاصة بعد حزيران 2014 تشير الى عزم مضاعف لتحقيق معظم الأهداف الكردية في الإنفصال وضم المناطق المتنازع عليها.
رفع علم كردستان فوق مبان الحكومة والتصويت على إستفتاء حول ضم كركوك للإقليم وإنفصال كردستان مثل ذلك تحولا أكثر دراماتيكية في سلسلة التطورات التي أزمت الموقف أكثر، وفرضت واقعا سياسيا مختلفا عن المألوف فالبرلمان العراقي رفض قرار المحافظ برفع علم كردستان على مبنى الحكومة هناك أعقبه رفض من رئاسة كردستان لقرار البرلمان، ثم إعلان مجلس المحافظة عن العزم على إجراء إستفتاء شعبي لضم كركوك الى كردستان، وآخر لإنفصال الإقليم بالكامل عن بغداد.
كل هذه الأحداث تمثل محاولة لجس نبض المكونات المنافسة ومعها الحكومة، وإستباق الحسم المتوقع لمعركة الموصل لفرض أمر واقع في المناطق المتنازع عليها وإستغلال الظروف الإقليمية لتحقيق الطموحات الكردية دون التردد في إستثمار الأزمات وتوظيفها في الميدان، وصناعة مستقبل كردستان الذي تهدده الخلافات الداخلية، ونوع المنافسة بين القوى الكردية والصراعات الإقليمية التي تفرض واقعا لايمكن تجاهله، وكل ذلك لايعني أبدا أن المباديء الإنسانية ومواثيق الحقوق العالمية لاتعترف بحق الشعب الكردي في تحديد مصيره، وبناء مستقبله وفقا للقواعد التي يعتمدها التراث القومي للأمة الكردية، وتطلعات شعوب كردستان..
أتذكر أن الفنان السوري الجميل موفق بهجت غنى للعلم العربي
لبيك ياعلم العروبة كل نفدي الحمى
وها نحن اليوم نسمع لأغنية بلغة كردية كأنها تتردد على سفوح الجبال وقممها العالية لبيك ياعلم كردستان.