تتصاعد الاحداث بوتيرة كبيرة في اهم محافظتين في الجنوب العراقي البصرة والناصرية، اثر حوادث استفزاز للمتظاهرين ، في البصرة اغتيال الناشطة ريهام يعقوب بطريقة تتكرر في كل المدن والفاعل واحد ، يمر دون حساب ، مما جعل المنتفضين يشعرون بخطة لتصفيتهم ، والدولة لا تحرك ساكناً ، وفي الناصرية محاولة لتفجير خيمة للمعتصمين في ساحة الحبوبي يثير غضباً عارماً .
اغبياء اؤلئك القتلة لم يقرأوا التاريخ ولم يتعظوا من الحاضر ، يحاولون اسكات صوت المظلومين بطرق بالية لا تزيد المعتصمين الا اصراراً وعزيمةً ، اصراراً على الحياة وعزيمةً على النصر ، كما تجعلهم اكثر صلابة وتصميماً على السير في طريق انتزاع الحقوق وبأي ثمن .
حينما يخيَّرون بين الموت وبين الاصرار على الحياة ، فأنهم يوضعون في موضع لاخيار فيه سوى مواجهة القتلة .
وكلاهما حياة ، فالموت من اجل الحق حياة والانتصار على الباطل حياة .
الذي يحدث في البصرة والناصرية هو صراع الموت والحياة ، صراع تكون او لا تكون .
الذي يحدث في البصرة هو صراع الارادات المتناقضة .
اغبياء اؤلئك الذين يسيرون عكس التيار ، سينتهون ولو بعد حين .
وكما يقول المثل. ( لا يصح إلا الصحيح )
السنن الكونية تنبئنا بانتصار ارادة الخير مهما تجبر المتجبرون ، ربما ينهزم الحق زماناً لكنه سينتصر في النهاية .
خاسرون اؤلئك الذين يعتقدون انهم اقوى من الوطن واشد من صرخة المظلوم وامضى من سهام الليل .
الذين يعشقون الوطن لا يبالون بالموت ولا بالاغتيال لانهم أبوا إلا يعشوا بكرامة ويعلمون ان الوطن لمن يحبه ويضحي من اجله وليس لمن يسرقه .
ورحم الله الشاعر الراحل كاظم الخطيب ( ت1997) الذي عشق الوطن وقال عنه و كأنه استقرأ المستقبل :
حديقه ها الوطن بس لليحبون
تمد اجفوفهه وتنطيهم اثمار
سگيناهه بمهجنه وطكت اورود
مر الفجر يمها وشكبن اشعار
اهواي اجروح تعضه اشفافه بليل
بس جرح الكرامة يطلب الثار
من اثنين وحده بهاي دنياك
لونومت لحد لوعيشت احرار
فعلا لقد فهم البصريون والناصريون ان لاخيار بين الكرامة واللاكرامة ... ولا منطقة وسطى بين الوطن واللاوطن .
فثمة مسافة لم تعد ممكنه في ادبيات المنتفضين بين الحرية والعبودية بين الحب والكراهية بين الخير والشر وبين الحق والباطل . تحولت كلها الى خيارات صريحة وعلنية ، ولم يعد الوقوف على التل تسلم ولا الاكل معاوية ادسم . بل تيقى الصلاةُ وراء الوطن أتم
فهو القبلة والإمام وهو الفاتحة والاخلاص .
انه الوطن منبت العز والكرامة
وها هي بوصلته تتجه نحو التغيير ولاشيء غير التغيير . فاما الوطن او اللاوطن. ولن نختار على الوطن شيئا .