منذ سنوات والتيار لم يستقر , لا التيار الكهربائي ولا التيارات السياسية استقرت في العراق منذ الاحتلال وزوال النظام الى مظاهرات يوم السبت 11/2 .
وتذبذب التيار ادى الى جملة اسباب اهمها قتل الامل في قلوب الناس وتقسيم المجتمع المنقسم اصلا ً وافراغ اي تظاهرة او اي حالة رفض وغليان شعبي من محتواه , ناهيكم عن الخسائر التي لحقت بالمجتمع منذ مهلة الـ 100 يوم واسقاط الخضراء والخ , الى الدماء التي سالت يوم السبت الماضي .
فلولا التسوية التي تمخضت عن مهلة الـ 100 يوم ما استمر المالكي في حكمه , ولولا التسوية التي أدت لأنهاء الاعتصامات واقتحام الخضراء ما استمر البرلمان في وجوده , وكلما حقق المدنيون نصراً لحقه التيار وسلب هذا النصر منه , وياليته لو استثمر هذا النصر وجيره لصالح المجتمع , بل كان دائماً يجيره لصالح نفسه واحيانناً يجيره لصالح الحكومة بدون حتى ان يحقق التيار مصلحة لنفسه ولأنصاره .
التيار غني شعبياً ولكنه فقير سياسياً وضعيف أَيدِيُولُوجِيَّاً (أَيدِيُولُوجِيَّةٌ: مَجْمُوعُ الأفْكَارِ وَالْمُعْتَقَدَاتِ ، خَاصَّةٌ بِعَصْرٍ مَّا أوْ مُجْتَمَعٍ أوْ طَبَقَةٍ اِجْتِمَاعِيَّةٍ ) ولا يملك تخطيط واستراتيجية ورؤيا بعيدة المدى , وهذا ما جعله يتخبط ويذهب تارة نحو اليمين ويجنح تارة نحو اليسار , حتى جعل انصاره في حيرة من امره ولولا محبة الناس لـ (ال الصدر) لأنفضوا من حوله .
سقط شهداء وجرحى وبغداد اتشحت بالسواد من أجل تغيير مفوضية الانتخابات .. والمحصلة ما هي سربست مصطفى يخرج ليقول لن نستقيل والصراع داخل البيت الواحد لا يعنينا .
تصور من يريد ايقاع الفتنة بين التيار والعبادي بأنه نجح من خلال اراقة الدماء لكنه لم يعلم ان العلاقة بين التيار والعبادي زواج اقرب للكاثوليكي خصوصاً في هذا الوقت , وانا اكاد اجزم بأن العبادي اذكى من ان يعطي اوامره بضرب المتظاهرين , فلو كان يريد ذلك لما سمح لهم بمحاصرة الخضراء غير ذات مرة , ولما سمح لمقتدى الصدر بنصب خيمته داخل الخضراء , ولو كان يريد منعهم من الوصول فيكفي ان يقطع الجسر والطرق الموصلة للخضراء بسلسلة من الجدران الاسمنتية والاسلاك الشائكة , وفي اسوء الاحوار اطلاق الغاز المسيل للدموع في الهواء , وليس بحاجة لأن يطلق الرصاص حتى لو بادر المتظاهرين بذلك , ولكنه يعلم انه ليس المقصود من التظاهرات وليس هو المستهدف منها ولهذا لاداعي لأستفزاز الناس وليس من الحكمة أن يخسر حليف قوي ومهم بدون سبب موجب , ولكن انصار الولاية الثالثة تصورا انهم نجحوا في ايقاع الفتنة بفعلتهم تلك ونسوا او تجاهلوا ان التحالفات السياسية والمصالح عند اغلب السياسيين اهم من الدماء .
ولو سقط بحر من الدماء ما كان ليغير من الامر شيء .. فالجروح لاتؤلم الا اهلها والشهيد يسقط ويموت ذكره ولا يعيش الا في اذهان اهله وعند الله تجتمع الخصومُ .
التظاهرات اكثر ما تخيف الحاكم والمسؤول ولكن بسبب التيار وتذبذب مواقفه ودعواته للتظاهر ولأي سبب كان قد افقد الناس الامل في اي تغيير لانه يثبت من حيث يعلم او لا يعلم بان التغيير محال والخلاص من طبقة السياسيية الفاسدة جاثمة على صدور العراقيين غير ممكن ابدا ً , وما الخلاص الا عن طريق امريكا او قوة بحجمها , ولو سألت اي عراقي الان عن جدوى التظاهر والاعتصام لقال لك (التيار بكل انصاره وبحجمه مكدر يسوي شي احنه رح نسوي شي) لان الناس تعلم بان التظاهرات وان كبر حجمها ووصلت للملايين فسرعان ما تنتهي , وليس هناك شيء اكبر من اقتحام الخضراء والبرلمان ولكن ما المحصلة ؟؟ لا شيء وعادت ريمه لعادتها القديمة وكلمن رد لمجانه , قتل الامل لدى الناس اقسى من قتلهم والتيار من حيث يعلم او لا يعلم يقتل الناس ويقتل احلامهم .