ونحن نغوص اليوم في عالم السياسية ضمن رقعة الخلافات المسماة بالعراقية فرضا، او التي تدار من خارج الحدود وقعا، حتما ستنساب الى مخيلتنا قراءات عديدة، منها ما هو تحليلي للقادم ومن مبدأ اتفاقات الاحزاب او انسحابها! ومنها ما كان قد قرأه الزعيم البارزاني قبل وقوعه، بسنوات ولهذا أصر على السؤال (الاستفتاء)، لنتوقف هنا.
لو عدنا بالتاريخ البعيد قليلا وقبل عشرين عاماً، واعدنا تلك الصور التي بثت في اجتماعات لندن قبيل تشكيل حكومة العراق الجديد، لوجدنا اسماء كثيرة كانت قد شكلت أساس القادم من المعارضة، ولو استوقفنا او اوقفنا الصورة، سنجد ان هناك البارزاني ماسكا بقلمه ودفتره الذي لم يفارقه ليسجل ملاحظات القادم.
"دولة كونفدرالية ذات سيادة حقيقية، تنصف العراق أولا وتعيد حقوق الجميع ومنهم ابناء إقليم كوردستان وابناء البصرة وبغداد والجميع"، تلك العبارة التي شدد عليها الزعيم ولم يقبل ان تمرر دون ان تثبت أساسا لحقوق قادمة سيصوت عليها الشعب من مبدأ (الدستور).
بالعودة الى التشكيل بدوراته الاربع، ومنذ ان شكلت اولى ملامح الحكومة العراقية، بدأت الخلافات الحزبية تطغى على المشهد السياسي لتتحول لاحقا الى خلافات اثنية وعرقية ودينية ومذهبية، منها ما كان يطفو على سطح الاخبار لتتناقله وسائل الإعلام لتشكل مفهوما جديدا سيأتي ويكون فيما بعد حالة، ومنها ما كان غير معلن او مؤجل لخلاف سيكون قادما فيما بعد.
الكتلة الاكبر، ماعصف بعلاوي وابعده عن الفوز المستحق عام 2010، والتحرير المرتقب او ما أسس له ان يكون عام 2014، شكلية الحكومة العراقية ظاهريا، او من يديرها عن بعد، أمور تجعلني أتوقف قليلا عند عام 2017، ليسأل الشعب في الاقليم عن (الاستفتاء)، وليجيب الشعب بنعم بلا استثناء احزابا وشخوصا ومغتربين وعائدين كورد.
كيف قرأ الزعيم مسعود بارزاني واقع القادم؟
منذ عام 2018 وبعد أن قرر الجميع أن ينصف الجميع، عاد الكورد الى بغداد بنية بناء العراق من مبدأ الدستور او اعادة حقوق الجميع. لكن ما الذي تغير على أرض الواقع الهش؟
خرجت التظاهرات التي طالبت بوطنها من قلب العاصمة بغداد، لتجابه بقوة السلطة العميقة، وهو مشهد لا يختلف قطعا عن سؤال الاستفتاء في إقليم كوردستان، الجميع طالب بارضه وبمفهوم الوطن الواحد الفيدرالي من حيث التفسير للوصول للحقوق المؤجلة، ليجابه بذات الدبابات وفي الحالتين والتي كانت تحاصر الجموع، المتسائلة عن حقوقها.
دخلنا عام الانتخابات المبكرة، وأجريت لتحقق الطموح للوطن بمفهوم الانقاذ، لكن ما الذي تغير على أرض واقع الخلافات المؤجلة.
لا دستور طبق، ولا كتلة فائزة بمفهوم الاغلبية استطاعت ان تحقق الغاية لبناء عراق تقوية اربيل وتدعم حقوقه بغداد، ليستمر الخلاف تلو الخلاف، وهنا لنعيد قراءة الاستفتاء مرتين مرة في بغداد والاخرى في اربيل لنفهم التفاصيل تباعا وما سبقها