اعلنت وزارة التربية انها ستقبل 20% من الخريجين الأوائل لمعاهد الفنون الجميلة في الجامعات العراقية للدراستين الصباحية المسائية وحث الاعلان على الإسراع باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتسجيل الطلبة وتدقيق مدى مطابقة الشروط على المقبولين ليتسنى لهم الانتظام بالدراسة مع بداية العام الدراسي 2024- 2025

القرار جيد وهو معمول به كل عام لإتاحة الفرصة للراغبين بإكمال دراستهم ولم تساعدهم  ظروفهم في حينها  ومكافئة المجتهدين على جدية دراستهم وحرصهم ..

هذه الفرصة في غاية الاهمية ولكنها غير كافية وينبغي اولا توسيعها لتشمل اعداد اكبر من الطلبة  ما دامت هي في ذات الاختصاص والفروع الدراسية , بل انه في بلدان متقدمة علميا ودراسيا تتاح مثل هذه الفرص لإكمال الدراسة  لكل راغب بها حتى انها تمنح المغريات وتشجع على تطوير القدرات الذاتية عن طريق الدراسة بلا كوابح وعراقيل . وتقتضي الضرورة  ,  ثانيا , الى تعميمها على كل المعاهد وشمول منتسبيها من الطلبة بها , ولا تقتصر على طلبة معاهد الفنون الجميلة .

والمفارقة  ان التربية التي تشجع طلبة المدارس المهنية على الاستمرار بالدراسة  وتفتح الجديد منها , فيفترض ان تتيح لهم التقدم الى مراحل اعلى وتسهيل قبولهم في الاختصاصات المهنية التي درسوها  وبالتالي الارتقاء بنوعية التعليم وتوافقه مع الحاجات التنموية ,وهو تعليم يمكننا ان نجد فرص عمل خارج الجهات الحكومية , ويلبي متطلبات القطاع الخاص وربما يساعد على انشاء المزيد من الورش  وايجاد عمل للعاطلين  وتأهيلهم  في مجتمع يعاني  من ارتفاع  مبالغ فيه في اجور الصيانة ومختلف انواع التأسيسات لغياب الاعداد المبرمج للمهنين  .

ان الالتفات الى ذلك في سياق توسع محسوب يسهم في خدمة  المجتمع بكوادر شبابية مؤهلة علميا وتقنيا , وبالتالي يحقق وفورات  اقتصادية واجتماعية  نحن احوج ما نكون اليها في حياتنا  اليومية .

التخطيط للمراحل الدراسية وربطها بالتنمية المستدامة اصبحت امرا لا غنى عنه لبلد يعاني من ازمات على مختلف الصعد يسهم في حلها تطوير التعليم , لاسيما المهني منه الذي اذا ما تحقق سيحل مشكلات مختلفة ليست قليلة وييسر الحياة للشباب  .