لكل دولة من دول العالم موازنتها الخاصة يصادق عليها وتمر مرور الكرام دون ٲن تتدخل اية دولة خارجية ك "الارجنتين" او "الصومال" في رسم وصياغة تلك الموازنة
لكن الموازنة في العراق تختلف عن غيرها ولها قصة طويلة أشبه مايكون بقصص ألف ليلة وليلة في كل ليلة تذبح شريحة من شرائح المجتمع ..
في البدء يسمع ابناء الشعب من اعضاء مجلس النواب أجمل التصريحات بعضها يستحق أن يصنف ضمن المعلقات السبعة
بعد ذلك تبدأ عمليات "الذبح" عفوا يبدأ التصعيد التدريجي من قبل الكتل النيابية ويرافق ذلك تجيش الجيوش الالكترونية بكل ما لذ وطاب من الدعم لتبدأ تلك الجيوش هجماتها الشرسة علی حصة هذا المكون أو ذاك دون ان تتطرق الی المبالغ المخصصة للمشاريع والخدمات هذا ان وجد برنامج خدمي أو تحسين معيشة للمواطنين
بعد ذلك وبعد انقضاء عدة اشهر من العام يقوم اختصاصيون في وزارة المالية بأعداد الموازنة العامة ومن ثم ترسلها الوزارة الى رئاسة الوزراء التي تحيلها الى اللجنة المالية التي تبدٲ بدورها بمناقشة الموازنة دون ان تكون لها الحق في اجراء التغيير في المنهاج المقدم ضمن الموازنة التي يجب ان يكون الاتفاق في هذه الحالة مع مجلس الوزراء
وبعد سجال وتصريحات ابراز العضلات امام وسائل الاعلام تذهب الموازنة مرة اخرى الی الحكومة التي بدورها تقضي اياما واسابيع في دراستها وادخال التعديلات عليها بشكل يرضي جميع الوزارات والأطراف السياسية والمسلحة ومن ثم تعاد الى اللجنة المالية في سلسلة خطوات مملة وغير قانونية ... ومن ثم يقوم بعض أعضاء اللجنة المالية بالتشكيك في الاضافات الحكومية حسب وجهة نظرهم الخاصة و حسب قوة تأثير نظرية المؤامرة على نفسية المشكك
بعد ذلك تٲتي الطامة الكبری في مرحلة التصويت على مشروع قانون الموازنة وتكون أشبه مايكون عليه بحالة المخاض العسير في حالات الولادة أذ تتأخر عملية التصويت الى مابعد منتصف الليل أو يتم الغاء التصويت ، كل ذلك على حساب نفسية المواطن البسيط المحروم من أبسط مقومات المعيشة وهو يملك بحارا من الثروات سواء تحت سطح الأرض أو فوقها
لك الله ايها المواطن ولهم الكعكة بأكملها .